بطرس غالى لـ"العاشرة مساءً": أغلبية الرؤى
تطالب بالانسحاب الفورى للنظام.. وكرامة مصر اتبهدلت.. وصورتنا زى الزفت فى
الخارج.. وعلينا اللجوء لوسيط أجنبى لحل الأزمة الراهنة
الأربعاء، 9 فبراير 2011 - 16:08
د.بطرس غالى أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان
كتب أحمد زيادة - تصوير: سامى وهيب
أعرب د.بطرس غالى أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان عن قلقه
على وطنه فى الوضع الحالى وأنه كأمين عام سابق للأمم المتحدة ساعد فى حل
أكثر من 20 مشكلة سابقة بطرق سلمية، سواء فى أمريكا أو آسيا أو أفريقيا،
وأصبحت مثل هذه الأدوار بمثابة مهنة له للعب دور الوسيط لإيجاد تسوية بين
موقفين.
وأضاف بطرس غالى، خلال حواره ببرنامج "العاشرة مساءً"، إننا أمام موقفين،
موقف الحكومة التى تتمسك بنهاية الولاية، وموقف أغلبية الرؤى التى تطلب
الانسحاب الفورى، وبالتالى لابد من حل وسط يرضى جميع الأطراف أو أن يقتنع
أحد الطرفين بما يريده الطرف الآخر، قائلاً "نجاحى فى حل مشاكل دولية سابقة
يجعلنى أتغلب على تشاؤم الحالة المصرية".
وتابع د.بطرس غالى، "سنخسر فى مجال السياحة وفى الاستثمارات، وكذلك سيكون
هناك مشاكل حقيقة فى السنوات القادمة، منها مشكلة المياه ومشكلة الانفجار
السكانى، وعليه فإن المسألة ليست بسيطة"، مناشداً بإجراء حوارات بناءة بين
الطرفين.
وأضاف د.غالى، إن لجوءه لدور الوسيط للتقليل من خطورة هذا الحادث مهم جداً،
مطالباً بأن يكون الوسيط أجنبياً وليكن من الأمم المتحدة المعترف بها
دولياً ولأدوارها السابقة الناجحة فى البلاد العربية، فضلاً عن أن مصر عضو
فى الأمم المتحدة ومع ذلك فهذه الوساطة قد تنجح وقد لا تنجح وكل ما علينا
أن نلجأ إلى هذا العلاج كخطوة.
وتساءل أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان "لماذا قبلنا بلعب الدور نفسه
على الكثير من الدول الأخرى ولا نقبله على أنفسنا، وما مدى تأثر الدول
الأخرى بالأحوال الحالية فى مصر وخاصة إسرائيل وأمريكا المرتبطة بإسرائيل
واللوبى العالمى ومدى أثرها على اليد العاملة المتنافسة على المستوى
العالمى؟".
وأضاف بطرس "إذا قلنا كرامة مصر ولا نقبل التدخل الأجنبى أو عربى، فكرامة
مصر اتبهدلت وصورتنا زى الزفت فى الخارج، بدليل ما يثار فى الصحف الأجنبية
ووصفها لمصر بعدم الاستقرار وعدم توافد السياح الأجانب إلى مصر إذا استمرت
الفوضى وأن مصر تعيش بمثابة حرب أهلية ولماذا لا تساعدنا الأمم المتحدة
ونحن أعضاء فى المجتمع الدولى".
وعن دور المجلس القومى لحقوق الإنسان منذ بداية المظاهرات أكد إصدار بيانات
لكلا الجانبين ولكن لم يتم تفعيلها، لأن قرارات المجلس للأسف استشارية.
وأشار د.بطرس إلى إن المجلس القومى لحقوق الإنسان لم يتحرج من إصدار تقارير
فيها قدر من التحدى للنظام المصرى، قائلاً "طالبنا بإلغاء قانون الطوارئ
وتعديل الدستور ومطالب أخرى".
وأوضح أن المطالب التى نادى بها المتظاهرين بالعدالة والحرية والكرامة
الإنسانية هى أهم أهداف المجلس القومى لحقوق الإنسان، مضيفاً أن الإعلان
العالمى لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 ينص على هذا الكلام.
فيما علقت الإعلامية منى الشاذلى بقولها "مع تقديرى للعمل الورقى، فإن
العدالة ليست مجرد ورقة، ولكنها ممارسة والمجلس القومى لحقوق الإنسان كان
يجب عليه أن يكون أكثر شراسة فى التحصل على هذه الحقوق المشروعة للناس فى
فترات سابقة"، فرد عليها بطرس بأن المجلس قراراته استشارية وليس له سلطة
إلا إصدار كتاب يجوب العالم ويندد بالممارسات.
وأضاف، أن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة كانت غلطة وكان يتمنى أن يكون هناك
تواجد للمعارضة بنسبة 30% على أقل تقدير، وأن الانتخابات تختلف من دولة
لأخرى، ففى أفريقيا المواطن يكون ولاؤه للقبيلة أكثر من الحكومة، مشيراً
إلى أنه "للأسف" هناك حوالى 40% من المصريين يعانون من الأمية ولا يفهمون
فى السياسة أومهتمين بها، وأننا لو عرفنا كيف نقارن أوضاعنا بالأوضاع فى
بلاد أخرى فسيكون لدينا قدرة على فهم ظروف تخصنا كمصريين.
وعن الانتخابات التى عايشها كأمين عام للأمم المتحدة وفاز بها بالأغلبية،
قال بطرس، إنه حين فصل من الأمم المتحدة كان 90% يؤيدونه و10% لا يؤيدونه
منهم أمريكا التى استخدمت حق الفيتو، ساخراً بقوله "هذه هى الديمقراطية".
وطرحت الإعلامية منى الشاذلى موضوع الأمية فى مصر وكيف أن مصر تعمل على
القضاء عليها منذ 50 عاماً، ووصلت النتائج إلى وجود نسبة لا تقل عن 40%
يعانون من الأمية، فى حين أن إيران قضت على الأمية تماماً فى عامين، مشيرة
إلى أن استدامة المشاكل دلالة على الاحتياج الأكثر للديمقراطية وليس العكس،
فرد عليها بطرس بقوله "إن العبرة بالشعب فقط".
وأضاف بأن الطبقة التى تدافع عن مدة الرئاسة الطويلة هم الطبقة المثقفة،
مطالباً المصريين بالتفكير فى الأوضاع بعد نهاية الأزمة، كما ناشدهم بقوله
"أرجوكم اهتموا بالخارج الذى يمثل مصر بسبب زهرة جديدة اسمها العولمة، لأن
الكثير من المشاكل فى الفترة القادمة لن تعالج على مستوى محلى، بل ستحل على
مستوى دولى".
تطالب بالانسحاب الفورى للنظام.. وكرامة مصر اتبهدلت.. وصورتنا زى الزفت فى
الخارج.. وعلينا اللجوء لوسيط أجنبى لحل الأزمة الراهنة
الأربعاء، 9 فبراير 2011 - 16:08
د.بطرس غالى أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان
كتب أحمد زيادة - تصوير: سامى وهيب
أعرب د.بطرس غالى أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان عن قلقه
على وطنه فى الوضع الحالى وأنه كأمين عام سابق للأمم المتحدة ساعد فى حل
أكثر من 20 مشكلة سابقة بطرق سلمية، سواء فى أمريكا أو آسيا أو أفريقيا،
وأصبحت مثل هذه الأدوار بمثابة مهنة له للعب دور الوسيط لإيجاد تسوية بين
موقفين.
وأضاف بطرس غالى، خلال حواره ببرنامج "العاشرة مساءً"، إننا أمام موقفين،
موقف الحكومة التى تتمسك بنهاية الولاية، وموقف أغلبية الرؤى التى تطلب
الانسحاب الفورى، وبالتالى لابد من حل وسط يرضى جميع الأطراف أو أن يقتنع
أحد الطرفين بما يريده الطرف الآخر، قائلاً "نجاحى فى حل مشاكل دولية سابقة
يجعلنى أتغلب على تشاؤم الحالة المصرية".
وتابع د.بطرس غالى، "سنخسر فى مجال السياحة وفى الاستثمارات، وكذلك سيكون
هناك مشاكل حقيقة فى السنوات القادمة، منها مشكلة المياه ومشكلة الانفجار
السكانى، وعليه فإن المسألة ليست بسيطة"، مناشداً بإجراء حوارات بناءة بين
الطرفين.
وأضاف د.غالى، إن لجوءه لدور الوسيط للتقليل من خطورة هذا الحادث مهم جداً،
مطالباً بأن يكون الوسيط أجنبياً وليكن من الأمم المتحدة المعترف بها
دولياً ولأدوارها السابقة الناجحة فى البلاد العربية، فضلاً عن أن مصر عضو
فى الأمم المتحدة ومع ذلك فهذه الوساطة قد تنجح وقد لا تنجح وكل ما علينا
أن نلجأ إلى هذا العلاج كخطوة.
وتساءل أمين عام المجلس القومى لحقوق الإنسان "لماذا قبلنا بلعب الدور نفسه
على الكثير من الدول الأخرى ولا نقبله على أنفسنا، وما مدى تأثر الدول
الأخرى بالأحوال الحالية فى مصر وخاصة إسرائيل وأمريكا المرتبطة بإسرائيل
واللوبى العالمى ومدى أثرها على اليد العاملة المتنافسة على المستوى
العالمى؟".
وأضاف بطرس "إذا قلنا كرامة مصر ولا نقبل التدخل الأجنبى أو عربى، فكرامة
مصر اتبهدلت وصورتنا زى الزفت فى الخارج، بدليل ما يثار فى الصحف الأجنبية
ووصفها لمصر بعدم الاستقرار وعدم توافد السياح الأجانب إلى مصر إذا استمرت
الفوضى وأن مصر تعيش بمثابة حرب أهلية ولماذا لا تساعدنا الأمم المتحدة
ونحن أعضاء فى المجتمع الدولى".
وعن دور المجلس القومى لحقوق الإنسان منذ بداية المظاهرات أكد إصدار بيانات
لكلا الجانبين ولكن لم يتم تفعيلها، لأن قرارات المجلس للأسف استشارية.
وأشار د.بطرس إلى إن المجلس القومى لحقوق الإنسان لم يتحرج من إصدار تقارير
فيها قدر من التحدى للنظام المصرى، قائلاً "طالبنا بإلغاء قانون الطوارئ
وتعديل الدستور ومطالب أخرى".
وأوضح أن المطالب التى نادى بها المتظاهرين بالعدالة والحرية والكرامة
الإنسانية هى أهم أهداف المجلس القومى لحقوق الإنسان، مضيفاً أن الإعلان
العالمى لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 ينص على هذا الكلام.
فيما علقت الإعلامية منى الشاذلى بقولها "مع تقديرى للعمل الورقى، فإن
العدالة ليست مجرد ورقة، ولكنها ممارسة والمجلس القومى لحقوق الإنسان كان
يجب عليه أن يكون أكثر شراسة فى التحصل على هذه الحقوق المشروعة للناس فى
فترات سابقة"، فرد عليها بطرس بأن المجلس قراراته استشارية وليس له سلطة
إلا إصدار كتاب يجوب العالم ويندد بالممارسات.
وأضاف، أن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة كانت غلطة وكان يتمنى أن يكون هناك
تواجد للمعارضة بنسبة 30% على أقل تقدير، وأن الانتخابات تختلف من دولة
لأخرى، ففى أفريقيا المواطن يكون ولاؤه للقبيلة أكثر من الحكومة، مشيراً
إلى أنه "للأسف" هناك حوالى 40% من المصريين يعانون من الأمية ولا يفهمون
فى السياسة أومهتمين بها، وأننا لو عرفنا كيف نقارن أوضاعنا بالأوضاع فى
بلاد أخرى فسيكون لدينا قدرة على فهم ظروف تخصنا كمصريين.
وعن الانتخابات التى عايشها كأمين عام للأمم المتحدة وفاز بها بالأغلبية،
قال بطرس، إنه حين فصل من الأمم المتحدة كان 90% يؤيدونه و10% لا يؤيدونه
منهم أمريكا التى استخدمت حق الفيتو، ساخراً بقوله "هذه هى الديمقراطية".
وطرحت الإعلامية منى الشاذلى موضوع الأمية فى مصر وكيف أن مصر تعمل على
القضاء عليها منذ 50 عاماً، ووصلت النتائج إلى وجود نسبة لا تقل عن 40%
يعانون من الأمية، فى حين أن إيران قضت على الأمية تماماً فى عامين، مشيرة
إلى أن استدامة المشاكل دلالة على الاحتياج الأكثر للديمقراطية وليس العكس،
فرد عليها بطرس بقوله "إن العبرة بالشعب فقط".
وأضاف بأن الطبقة التى تدافع عن مدة الرئاسة الطويلة هم الطبقة المثقفة،
مطالباً المصريين بالتفكير فى الأوضاع بعد نهاية الأزمة، كما ناشدهم بقوله
"أرجوكم اهتموا بالخارج الذى يمثل مصر بسبب زهرة جديدة اسمها العولمة، لأن
الكثير من المشاكل فى الفترة القادمة لن تعالج على مستوى محلى، بل ستحل على
مستوى دولى".