اليوم السابع تلتقى أسر عدد من الشهداء
والمصابين فى"ثورة الغضب".. أم أول شهيد بالشرقية: رئيس مجلس المدينة طردنى
من مكتبه عندما طلبت مترا فى متر أقيم عليه "كشك".. وأم شهيد آخر: دم ابنى
لم يذهب هدرا
الخميس، 10 فبراير 2011 - 18:23
المصاب أشرف هيكل والشهيد عبد الله محمد على عراقى
الشرقية - إيمان مهنا وفتحية الديب
اختلط الحزن والفرح بمركز منيا القمح بالشرقية حيث سقط أول شهيد
للمحافظة فى ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وعدد آخر من المصابين فى أحداث
الثورة التى لم تهدأ جذوتها بعد.. ربما ما حول شعور غالبية أبناء المحافظة
من الحزن على فراق زهور تتفتح لا تزال فى مقتبل العمر إلى فرحة وفخر
بالاستشهاد هو أن هؤلاء لقوا ربهم دفاعا عن أحلامهم من أجل تحقيق العدالة
التى اختفت فى السنوات الأخيرة وحلت بدلا منها الرشوة والفساد والمحسوبية.
اليوم السابع التقت بأسر بعض الشهداء الذين رووا لنا قصص أبنائهم المشرفة..
فى قرية الصنافين سقط أول شهيد من محافظة الشرقية بميدان التحرير يدعى عبد
الكريم أحمد رجب-24 سنة- وشهرته "كريم" خريج كلية علوم الأزهر، ويعمل فى
صيانة أجهزة الحاسب الآلى بالقرية.. ينتمى كريم لأسرة مكونة من ثمانية
أفراد، فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء ذكور وبنتين، أما الأب فهو رجل بسيط
ليس له عمل ثابت ومريض بالكبد والسكر وكان كريم سنده وعونه المادى لتحمل
تكاليف العلاج والمعيشة الصعبة.
تقول "أم محمد" -50 سنة- والدة كريم: دم ابنى لم يذهب هدرا إننى أحتسبه
عند الله ولكنى أطالب بمحاكمة المسئولين عن قتله هو ومئات الشباب الآخرين
"إل زى الورد".. يكمل الأخ الأكبر للشهيد ويدعى محمد -28 سنة-: كريم كان من
الشباب الغيور على وطنه رافض للظلم والقهر الذى كان يعانى منه المجتمع.
يردف: خرج يوم 25 يناير مثل كل الشباب المصرى فى تظاهرة بالزقازيق ثم توجه
هو وشقيقة الأكبر عبد المعطى- 26 سنة- يوم 27 يناير فى "جمعة الغضب" إلى
ميدان التحرير واستمرا فى تظاهرهم إلى ليلة الأربعاء، وعملت فجرا من خلال
التليفزيون أن هناك عمليات بلطجة وقتل للمتظاهرين فشعرت بالقلق عليه فاتصلت
به للاطمئنان عليه فرد على وقال"لا تخف على إحنا هنخرج من هنا رجالة وهطفش
بتوع الحزب الوطنى" سمعت بعدها صوت طلق نارى وانقطع الاتصال فاتصلت بشقيقى
عبد المعطى الذى اخبرنى أنه علم أن كريم أصيب من أحد أصدقائه بطلق نارى فى
الرأس وطلق آخر بالرقبة واستشهد فى الحال.
الطفل عبد الله محمد محمد على عراقى- 15 سنة- بالصف الأول الثانوى من مدنية
منيا القمح قصة أخرى سجلت فصولها فى الشرقية، هو أول شهيد يسقط بالمحافظة
اثر اعتداء قوات الشرطة الغاشم على المواطنين بإطلاق أعيرة نارية بشكل
عشوائى، سقط خلالها نحو 24 شهيدا ومصابا.. فرغم حالة أسرته المادية الصعبة
حيث إن والده توفى منذ عدة سنوات وتعول الأم الأسرة المكونة من 6 أبناء،
إلا أن عبدالله كان طالبا متفوقا فى الدراسة.. كان يحلم بدخول كلية الطب
لعلاج شقيقة الأصغر خالد من مرض السرطان وأمه الذى هدها التعب للإنفاق على
أبنائها، فأسرة الشهيد ليس لها دخل سوى كشك حلويات عبارة "صاج" بدون باب
بجوار محطة القطار وليلة الأربعاء المشئوم ذهب الشهيد عبدالله لإحضار سجائر
من أحد تجار الجملة بجوار مركز الشرطة الذى تصادف وقتها إطلاق الشرطة
أعيرة نارية بشكل عشوائى على متظاهرين لتسهيل خروج المساجين فأصيب عبد الله
بطلق نارى فى العين اليمنى استشهد على إثره، تضيف الأم هوايد رمضان، 45
سنة: استغل البلطجية ومسجلون خطر حصرتى على ابنى وقاموا بسرقة الكشك الذى
أعول به 6 أبناء وأيضا التوك توك الخاص بنجلى أحمد- 20 سنة- ويعمل عليه
لعدم وجود وظيفة رغم أنه حاصل على معهد كمبيوتر، تكمل أن ما آلمنى جدا هو
أننى عندما ذهبت لمحمد لمعى رئيس مجلس مدنية منيا القمح لكى أطلب منه
السماح بمتر فى متر لأعمل حوائط من الطوب للكشك حتى لا يسرق مرة أخرى،
فوجئت به يطردنى من مجلس المدنية، لأننى ست فقيرة ومريضة، وعزائى أن تكون
منزلتى عند الله كبيرة لأننى أم شهيدة، وسيأتى يوم يحاسب فيه كل ظالم.. ما
زاد من مشكلتى إننى أدفع رسوم نظافة وكهرباء للمجلس أو إعانة حيث إننى
مدينة بقرض 12 ألف جنيه كنت اقترضتها لعمل صاج للكشك.
أصيب أيضا فى ميدان التحرير فى الأحداث الدامية التى شهدها الميدان أشرف
على حسن هيكل 33 سنة، متزوج، أصيب بطلق نارى فى الذراع الأيمن الأربعاء
ماضى يقول: كنت مع شباب الحماية فى حائط السد من ناحية المتحف المصرى حيث
كنا ليل نهار حول المتحف نحمى آثارنا من البلطجية وفى ذلك اليوم فوجئنا
بالبلطجية يعتلون أسطح المبانى المجاورة ويلقون علينا زجاجات بنزين وطوب
وأطلقوا أعيرة نارية علينا، وأثناء التصدى لهم قمت أنا وزملائى بالقبض على
عشرات منهم الذين عند تفتيشهم عثرنا على بطاقات تحقيق الشخصية تثبت أن
جمعهم يعملون بوزارة الداخلية، وأثناء تولى القبض عليهم أصبت بطلق نارى من
قبل أحد القناصة بالعمارات.
كما أصيب سعيد تهامى مدرس بمدرسة الثانوية بنات بطلق نارى فى الكتف، وطلق
نارى بالوجه، ذلك بعد أن تصادف زيارته لأحد أصدقائه الذى يسكن بالدور
الرابع بمنزل يبعد عن مركز الشرطة 500 متر، إذ سمع صوت ضجيج ففتح الشباك
لكى يستعلم الأمر فأصيب.
والمصابين فى"ثورة الغضب".. أم أول شهيد بالشرقية: رئيس مجلس المدينة طردنى
من مكتبه عندما طلبت مترا فى متر أقيم عليه "كشك".. وأم شهيد آخر: دم ابنى
لم يذهب هدرا
الخميس، 10 فبراير 2011 - 18:23
المصاب أشرف هيكل والشهيد عبد الله محمد على عراقى
الشرقية - إيمان مهنا وفتحية الديب
اختلط الحزن والفرح بمركز منيا القمح بالشرقية حيث سقط أول شهيد
للمحافظة فى ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وعدد آخر من المصابين فى أحداث
الثورة التى لم تهدأ جذوتها بعد.. ربما ما حول شعور غالبية أبناء المحافظة
من الحزن على فراق زهور تتفتح لا تزال فى مقتبل العمر إلى فرحة وفخر
بالاستشهاد هو أن هؤلاء لقوا ربهم دفاعا عن أحلامهم من أجل تحقيق العدالة
التى اختفت فى السنوات الأخيرة وحلت بدلا منها الرشوة والفساد والمحسوبية.
اليوم السابع التقت بأسر بعض الشهداء الذين رووا لنا قصص أبنائهم المشرفة..
فى قرية الصنافين سقط أول شهيد من محافظة الشرقية بميدان التحرير يدعى عبد
الكريم أحمد رجب-24 سنة- وشهرته "كريم" خريج كلية علوم الأزهر، ويعمل فى
صيانة أجهزة الحاسب الآلى بالقرية.. ينتمى كريم لأسرة مكونة من ثمانية
أفراد، فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء ذكور وبنتين، أما الأب فهو رجل بسيط
ليس له عمل ثابت ومريض بالكبد والسكر وكان كريم سنده وعونه المادى لتحمل
تكاليف العلاج والمعيشة الصعبة.
تقول "أم محمد" -50 سنة- والدة كريم: دم ابنى لم يذهب هدرا إننى أحتسبه
عند الله ولكنى أطالب بمحاكمة المسئولين عن قتله هو ومئات الشباب الآخرين
"إل زى الورد".. يكمل الأخ الأكبر للشهيد ويدعى محمد -28 سنة-: كريم كان من
الشباب الغيور على وطنه رافض للظلم والقهر الذى كان يعانى منه المجتمع.
يردف: خرج يوم 25 يناير مثل كل الشباب المصرى فى تظاهرة بالزقازيق ثم توجه
هو وشقيقة الأكبر عبد المعطى- 26 سنة- يوم 27 يناير فى "جمعة الغضب" إلى
ميدان التحرير واستمرا فى تظاهرهم إلى ليلة الأربعاء، وعملت فجرا من خلال
التليفزيون أن هناك عمليات بلطجة وقتل للمتظاهرين فشعرت بالقلق عليه فاتصلت
به للاطمئنان عليه فرد على وقال"لا تخف على إحنا هنخرج من هنا رجالة وهطفش
بتوع الحزب الوطنى" سمعت بعدها صوت طلق نارى وانقطع الاتصال فاتصلت بشقيقى
عبد المعطى الذى اخبرنى أنه علم أن كريم أصيب من أحد أصدقائه بطلق نارى فى
الرأس وطلق آخر بالرقبة واستشهد فى الحال.
الطفل عبد الله محمد محمد على عراقى- 15 سنة- بالصف الأول الثانوى من مدنية
منيا القمح قصة أخرى سجلت فصولها فى الشرقية، هو أول شهيد يسقط بالمحافظة
اثر اعتداء قوات الشرطة الغاشم على المواطنين بإطلاق أعيرة نارية بشكل
عشوائى، سقط خلالها نحو 24 شهيدا ومصابا.. فرغم حالة أسرته المادية الصعبة
حيث إن والده توفى منذ عدة سنوات وتعول الأم الأسرة المكونة من 6 أبناء،
إلا أن عبدالله كان طالبا متفوقا فى الدراسة.. كان يحلم بدخول كلية الطب
لعلاج شقيقة الأصغر خالد من مرض السرطان وأمه الذى هدها التعب للإنفاق على
أبنائها، فأسرة الشهيد ليس لها دخل سوى كشك حلويات عبارة "صاج" بدون باب
بجوار محطة القطار وليلة الأربعاء المشئوم ذهب الشهيد عبدالله لإحضار سجائر
من أحد تجار الجملة بجوار مركز الشرطة الذى تصادف وقتها إطلاق الشرطة
أعيرة نارية بشكل عشوائى على متظاهرين لتسهيل خروج المساجين فأصيب عبد الله
بطلق نارى فى العين اليمنى استشهد على إثره، تضيف الأم هوايد رمضان، 45
سنة: استغل البلطجية ومسجلون خطر حصرتى على ابنى وقاموا بسرقة الكشك الذى
أعول به 6 أبناء وأيضا التوك توك الخاص بنجلى أحمد- 20 سنة- ويعمل عليه
لعدم وجود وظيفة رغم أنه حاصل على معهد كمبيوتر، تكمل أن ما آلمنى جدا هو
أننى عندما ذهبت لمحمد لمعى رئيس مجلس مدنية منيا القمح لكى أطلب منه
السماح بمتر فى متر لأعمل حوائط من الطوب للكشك حتى لا يسرق مرة أخرى،
فوجئت به يطردنى من مجلس المدنية، لأننى ست فقيرة ومريضة، وعزائى أن تكون
منزلتى عند الله كبيرة لأننى أم شهيدة، وسيأتى يوم يحاسب فيه كل ظالم.. ما
زاد من مشكلتى إننى أدفع رسوم نظافة وكهرباء للمجلس أو إعانة حيث إننى
مدينة بقرض 12 ألف جنيه كنت اقترضتها لعمل صاج للكشك.
أصيب أيضا فى ميدان التحرير فى الأحداث الدامية التى شهدها الميدان أشرف
على حسن هيكل 33 سنة، متزوج، أصيب بطلق نارى فى الذراع الأيمن الأربعاء
ماضى يقول: كنت مع شباب الحماية فى حائط السد من ناحية المتحف المصرى حيث
كنا ليل نهار حول المتحف نحمى آثارنا من البلطجية وفى ذلك اليوم فوجئنا
بالبلطجية يعتلون أسطح المبانى المجاورة ويلقون علينا زجاجات بنزين وطوب
وأطلقوا أعيرة نارية علينا، وأثناء التصدى لهم قمت أنا وزملائى بالقبض على
عشرات منهم الذين عند تفتيشهم عثرنا على بطاقات تحقيق الشخصية تثبت أن
جمعهم يعملون بوزارة الداخلية، وأثناء تولى القبض عليهم أصبت بطلق نارى من
قبل أحد القناصة بالعمارات.
كما أصيب سعيد تهامى مدرس بمدرسة الثانوية بنات بطلق نارى فى الكتف، وطلق
نارى بالوجه، ذلك بعد أن تصادف زيارته لأحد أصدقائه الذى يسكن بالدور
الرابع بمنزل يبعد عن مركز الشرطة 500 متر، إذ سمع صوت ضجيج ففتح الشباك
لكى يستعلم الأمر فأصيب.