وقفة غير احتجاجية!
بقلم: مفيد فوزى
أقف
في ميدان العقل وقفة احتجاجية وأعطي ظهري لميدان التحرير, لا انتقاصا
منه بل محافظة عليه من ادمان سلبي يختار للغضب في وقفاته الاحتجاجية كل يوم
جمعة اسما جديدا!,
حتي ميدان الهايد بارك الانجليزي أشهر ميادين الغضب والاحتجاج في العالم
ليس في حالة احتجاج دائم, ولكن كلما دعت الحاجة للتظاهر السلمي الهاديء
بلافتات تلخص أسباب الغضب بتحضر.
ومن الأمانة الإشادة بشباب الثورة في أول أيام انتفاضتهم فقد كانت(
البشارة) متحضرة, لكن مصر تحتاج لجهد مضن كي تستعيد عافيتها الأمنية
وهيبتها كدولة, مثلا ان أفراد الأمن الخاص التابعين لشركات حراسة بعضهم
شم نفسه وارتكب شرورا انتقدنا بشدة رجال الأمن النظاميون عليها, لابد من
وقفة مع هؤلاء والمرجعية لفهم نفسية هذا الشباب, اللواء سامح سيف اليزل
وهو رجل أمن سابق وحصيف, الغياب أو الفراغ الأمني أدي الي حوادث متفرقة
من خطف بنات وطلب( فدية) واقتحام مدارس أطفال وتهور أصحاب عمارات في
أحياء عشوائية علي السكان وحين وصلتني صرخات هؤلاء كانوا يسألون سؤالا
ملتاعا( نروح لمين؟) عفوا أقف في ميدان العقل وفرحتي مبتورة مجهضة تشكو
قلقا مدمرا, المفترض بمقاييس جيلي أن بلدا طارد الفساد وكشف مخبأه السري
وعرف الفاسدين والمفسدين يرقص ويغني فرحا وابتهاجا ولا ينطوي الناس علي
أنفسهم اكتئابا وحزنا وليت د. عكاشة يشرح للناس نوعية هذا الخوف
والاكتئاب حين حدث كسر لحاجز الخوف والاحترام, والحديث الشريف يقول(
ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا), هذا من وسطية آداب الإسلام,
واذا كان البعض يقلد ديمقراطية الغرب باسم العولمة وينادي أستاذه باسمه
ويتخاطب دون توقير ولا ينهض احتراما لسيده, فنحن لم نصل لهذه الديمقراطية
التي نسجها الفيس بوك وجعل أي انسان يلعن سنسفيل آخر مختفيا وراء اسم غير
اسمه, ولعل التصاق الشباب المجنون بالفيس بوك هو أحد ثمرات اهمال الاصغاء
لهم والسخرية من الأهل نتيجة طبيعية والتمرد علي كل شيء ورفض النصح
والنصيحة, ولهذا عززت الثورة هذه الأحاسيس فرفضوا كل ما فيه معني(
الأبوة) الا شريحة من الشباب في جيناتها احترام الخبرة( أبوية أو مهنية
أو رعوية), واذا كانت المعرفة قد كسرت حاجز الخوف فلا أتمني كسر حاجز
الاحترام, ليس من باب السادة والعبيد ولكن من باب التواصل مع الأجيال,
انها( قلة أصل) حين أهين كبيرا اعتاد أحد توقيره, انها( قلة أصل)
في الاغتيالات المعنوية في موسم التشفي, انها( قلة أصل) عند الشماتة
في مصائب من اختلفنا معهم يوما, بهذه الصور, أملك أن أقول إنه خريف
أمة وليس ربيعها, ولا أظن أن ثوار يناير سعداء بهذه( العورات) في
المجتمع التي جعلت كل واحد يتصور نفسه( نائب عام) ويوجه الاتهامات
والادانات لمن يكرهه أو يحقد عليه أو حتي اختلف معه يوما, لابد من
المصارحة والمكاشفة لنتطهر أولا ونتصالح مع أنفسنا بعد الغل وهذه الهوجة
من( الكذب المحشو نفاق) أليس لها آخر؟ ألا تستحي الأسماء الكبيرة من
تصريحات عنوانها( اختلفت مع مبارك) وقلت لفلان( انت لا تستحق
مقعدك), فلا أحد كان يجرؤ أن يعلن أنه اختلف مع مبارك ولا أحد كان يملك
أن يصارح فتحي سرور بأنه لا يستحق مقعده, ربما كان يقولها همسا لنفسه,
ولكنها ادعاءات زعامة رخيصة, فكل البلد وفي كل المواقع كانت معينة
بقرارات جمهورية لا يستثني رئيس مؤسسة واحد أو مصلحة وتدور نغمة ساذجة في
البلد أن فلان( اشتغل مع نظام مبارك) وهوه مين ما اشتغلش في نظام مبارك
بشكل أو آخر وتعامل مع وزراء ذلك الزمن بشكل أو آخر, فهل معني ذلك أن كل
مصر مبارك(03 سنة حكم) عصر بائد؟! من هنا أقف في ميدان العقل وأفكر
وأتأمل تعليقا علي رفض حكومة شفيق لأنه معين من مبارك! انه تفكير تغلب
عليه العاطفة والحمي الثورية وهو خطأ تقع فيه الكتلة العددية الضخمة
المحتجة, وسواء بقي شفيق أو مشي فإني أحذر من الطاعة العمياء لميدان
التحرير فهذه ليست ديمقراطية تفتحت أزهارها مع ميلاد ثورة قامت لترسي دعائم
القيم السياسية التي لعب بها ـ للأسف ـ رجل الأعمال أحمد عز, حين أراد
يوما أن يقدم تورتة المجلس المتستف حزب وطني وكانت هذه الهدية بداية
النهاية لنظام تمنيت لو استمع لنصائح مستشارين شجعان يقولون: لا!..
ولكن فات الأوان.
واذا كنت أشعر بفداحة غياب كلمة( لا) في نظام عاش في مدينة( نعم)
فجري ما جري, لابد ـ من الأمانة ـ ان أقول: يجب أن نقول( لا) في
الوقت المناسب وبصورة متحضرة مشفوعة بالحيثيات حتي ولو كانت موجهة لثوار
يناير من عقلاء لهم خبرة محل احترام مجتمع والرضوخ بقناعة, عاجل من(
ميدان العقل) لميدان التحرير النابض بالكبرياء الوطني: في بعض الأحيان
تأخذ الديمقراطية طعم الديكتاتورية وان لم تكشف عن وجهها!! وقفة غير
احتجاجية: حافظوا علي ثورة صارت وشما فوق القلوب من حشائش نعتقد أنها(
زهور) وهي طحالب سامة, ومرة أخري وأخيرة ليس كل من في ميدان العز
والكرامة ـ التحرير سابقا ـ جيفارا أو جميلة بوحريد.
بقلم: مفيد فوزى
أقف
في ميدان العقل وقفة احتجاجية وأعطي ظهري لميدان التحرير, لا انتقاصا
منه بل محافظة عليه من ادمان سلبي يختار للغضب في وقفاته الاحتجاجية كل يوم
جمعة اسما جديدا!,
حتي ميدان الهايد بارك الانجليزي أشهر ميادين الغضب والاحتجاج في العالم
ليس في حالة احتجاج دائم, ولكن كلما دعت الحاجة للتظاهر السلمي الهاديء
بلافتات تلخص أسباب الغضب بتحضر.
ومن الأمانة الإشادة بشباب الثورة في أول أيام انتفاضتهم فقد كانت(
البشارة) متحضرة, لكن مصر تحتاج لجهد مضن كي تستعيد عافيتها الأمنية
وهيبتها كدولة, مثلا ان أفراد الأمن الخاص التابعين لشركات حراسة بعضهم
شم نفسه وارتكب شرورا انتقدنا بشدة رجال الأمن النظاميون عليها, لابد من
وقفة مع هؤلاء والمرجعية لفهم نفسية هذا الشباب, اللواء سامح سيف اليزل
وهو رجل أمن سابق وحصيف, الغياب أو الفراغ الأمني أدي الي حوادث متفرقة
من خطف بنات وطلب( فدية) واقتحام مدارس أطفال وتهور أصحاب عمارات في
أحياء عشوائية علي السكان وحين وصلتني صرخات هؤلاء كانوا يسألون سؤالا
ملتاعا( نروح لمين؟) عفوا أقف في ميدان العقل وفرحتي مبتورة مجهضة تشكو
قلقا مدمرا, المفترض بمقاييس جيلي أن بلدا طارد الفساد وكشف مخبأه السري
وعرف الفاسدين والمفسدين يرقص ويغني فرحا وابتهاجا ولا ينطوي الناس علي
أنفسهم اكتئابا وحزنا وليت د. عكاشة يشرح للناس نوعية هذا الخوف
والاكتئاب حين حدث كسر لحاجز الخوف والاحترام, والحديث الشريف يقول(
ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا), هذا من وسطية آداب الإسلام,
واذا كان البعض يقلد ديمقراطية الغرب باسم العولمة وينادي أستاذه باسمه
ويتخاطب دون توقير ولا ينهض احتراما لسيده, فنحن لم نصل لهذه الديمقراطية
التي نسجها الفيس بوك وجعل أي انسان يلعن سنسفيل آخر مختفيا وراء اسم غير
اسمه, ولعل التصاق الشباب المجنون بالفيس بوك هو أحد ثمرات اهمال الاصغاء
لهم والسخرية من الأهل نتيجة طبيعية والتمرد علي كل شيء ورفض النصح
والنصيحة, ولهذا عززت الثورة هذه الأحاسيس فرفضوا كل ما فيه معني(
الأبوة) الا شريحة من الشباب في جيناتها احترام الخبرة( أبوية أو مهنية
أو رعوية), واذا كانت المعرفة قد كسرت حاجز الخوف فلا أتمني كسر حاجز
الاحترام, ليس من باب السادة والعبيد ولكن من باب التواصل مع الأجيال,
انها( قلة أصل) حين أهين كبيرا اعتاد أحد توقيره, انها( قلة أصل)
في الاغتيالات المعنوية في موسم التشفي, انها( قلة أصل) عند الشماتة
في مصائب من اختلفنا معهم يوما, بهذه الصور, أملك أن أقول إنه خريف
أمة وليس ربيعها, ولا أظن أن ثوار يناير سعداء بهذه( العورات) في
المجتمع التي جعلت كل واحد يتصور نفسه( نائب عام) ويوجه الاتهامات
والادانات لمن يكرهه أو يحقد عليه أو حتي اختلف معه يوما, لابد من
المصارحة والمكاشفة لنتطهر أولا ونتصالح مع أنفسنا بعد الغل وهذه الهوجة
من( الكذب المحشو نفاق) أليس لها آخر؟ ألا تستحي الأسماء الكبيرة من
تصريحات عنوانها( اختلفت مع مبارك) وقلت لفلان( انت لا تستحق
مقعدك), فلا أحد كان يجرؤ أن يعلن أنه اختلف مع مبارك ولا أحد كان يملك
أن يصارح فتحي سرور بأنه لا يستحق مقعده, ربما كان يقولها همسا لنفسه,
ولكنها ادعاءات زعامة رخيصة, فكل البلد وفي كل المواقع كانت معينة
بقرارات جمهورية لا يستثني رئيس مؤسسة واحد أو مصلحة وتدور نغمة ساذجة في
البلد أن فلان( اشتغل مع نظام مبارك) وهوه مين ما اشتغلش في نظام مبارك
بشكل أو آخر وتعامل مع وزراء ذلك الزمن بشكل أو آخر, فهل معني ذلك أن كل
مصر مبارك(03 سنة حكم) عصر بائد؟! من هنا أقف في ميدان العقل وأفكر
وأتأمل تعليقا علي رفض حكومة شفيق لأنه معين من مبارك! انه تفكير تغلب
عليه العاطفة والحمي الثورية وهو خطأ تقع فيه الكتلة العددية الضخمة
المحتجة, وسواء بقي شفيق أو مشي فإني أحذر من الطاعة العمياء لميدان
التحرير فهذه ليست ديمقراطية تفتحت أزهارها مع ميلاد ثورة قامت لترسي دعائم
القيم السياسية التي لعب بها ـ للأسف ـ رجل الأعمال أحمد عز, حين أراد
يوما أن يقدم تورتة المجلس المتستف حزب وطني وكانت هذه الهدية بداية
النهاية لنظام تمنيت لو استمع لنصائح مستشارين شجعان يقولون: لا!..
ولكن فات الأوان.
واذا كنت أشعر بفداحة غياب كلمة( لا) في نظام عاش في مدينة( نعم)
فجري ما جري, لابد ـ من الأمانة ـ ان أقول: يجب أن نقول( لا) في
الوقت المناسب وبصورة متحضرة مشفوعة بالحيثيات حتي ولو كانت موجهة لثوار
يناير من عقلاء لهم خبرة محل احترام مجتمع والرضوخ بقناعة, عاجل من(
ميدان العقل) لميدان التحرير النابض بالكبرياء الوطني: في بعض الأحيان
تأخذ الديمقراطية طعم الديكتاتورية وان لم تكشف عن وجهها!! وقفة غير
احتجاجية: حافظوا علي ثورة صارت وشما فوق القلوب من حشائش نعتقد أنها(
زهور) وهي طحالب سامة, ومرة أخري وأخيرة ليس كل من في ميدان العز
والكرامة ـ التحرير سابقا ـ جيفارا أو جميلة بوحريد.