تباينت
ردود الفعل أمس علي الأحداث غير المتوقعة التي شهدها ميدان التحرير,
وأدت الي حدوث اشتباكات بين المتظاهرين الذين استمروا حتي فجر السبت
بالميدان وقوات الأمن.
عندما حاولت القوات إخراج المتظاهرين من الميدان, مما أسفر عن مصرع مواطن
وإصابة 71 آخرين حسب تقرير رسمي لوزارة الصحة, وأشار التقرير الي أن
الاصابات تركزت ما بين طلق ناري وضيق في التنفس وإغماء وهبوط وجروح وكسور.
وأكدت القوات المسلحة أنها لم ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن
وسلامة الوطن والمواطنين, كما تؤكد أنها سوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق
القانون بكل قوة وحزم اذا ما اقتضي أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك.
وقال المجلس الأعلي للقوات المسلحة ـ في تصريح له بشأن أحداث ميدان
التحرير ـ إنه تلاحظ وجود عناصر من الخارجين عن القانون بالميدان بعد
تظاهرة أمس ـ الجمعة ـ للمواطنين الشرفاء.
وقد قامت هذه العناصر بأعمال شغب وترويع للمواطنين وكذلك عدم الالتزام
بتوقيتات حظر التجوال, بالإضافة الي قيام بعض العناصر بالإدعاء أنهم ينتمون
للقوات المسلحة, وقد قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء
بالتصدي لأعمال الشغب, كما تم تطبيق حظر التجوال.
ونفي المجلس الأعلي استخدام أي فرد من قوات الشرطة المدنية أو الشرطة
العسكرية للذخيرة الحية, مؤكدا أنها كانت طلقات صوت فقط وأن بعض العناصر
المندسة كانت تحاول الوقيعة بين المواطنين الشرفاء والجيش.
وتوالت ردود الفعل علي ما حدث, حيث قال الدكتور محمد البرادعي المرشح
لرئاسة الجمهورية, إنها مشاهد تدمي القلوب, محذرا من المساس بالثقة بين
الشعب والجيش, مكررا أن استمرار الثقة بين الشعب والجيش خط أحمر للحفاظ علي
الوطن, مؤكدا أن الحوار هو البديل الوحيد.
وأشار البرادعي ـ في صفحته علي تويتر ـ الي أن الطريق الي الاستقرار يتطلب
استجابة سريعة لمطالب الثورة, ومشاركة مدنية في المرحلة الانتقالية,
وحوارا وطنيا جادا حول أسس الدولة.
وروي شهود عيان لـالأهرام سيناريو الأحداث التي جرت وكشفوا عن أن الأحداث
بدأت في الساعة الثانية فجرا, بعد أن حاولت القوات إعادة الهدوء الي
الميدان, ورفض المعتصمون الخروج, خصوصا في وجود أشخاص يرتدون الملابس
العسكرية في المظاهرات.
وقال الدكتور أحمد دراج, القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير, إنه يرفض
عسكرة الثورة عبر مشاركة غير المدنيين في المظاهرات بملابس عسكرية, مؤكدا
أن الثورة مدنية.
وأعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة أن الثورة تعرضت في جمعة المحاكمة
والتطهير الي مؤامرة ومحاولة إجهاض وتشويه من قبل عناصر الثورة المضادة,
التابعين لبعض رموز الحزب الوطني وقياداته التي لاتزال تعبث بمصر وشعبها.
وأشارت اللجنة التي تضم 8 قوي وتحالفات منها: ائتلاف شباب الثورة, وائتلاف
مصر الحرة وحركة 25 يناير والأكاديميون المستقلون ـ الي قيام بعض هذه
الجماعات بالهجوم علي المنصة الرئيسية وافتعال الشجار مع القائمين عليها,
وحاولوا في البداية منع ترديد هتافات: الجيش والشعب إيد واحدة, ثم حاولوا
منع خطيب الجمعة الدكتور صفوت حجازي من إلقاء خطبة الجمعة واحتلال المنصة.
وشددت علي أن العلاقة بين الجيش والشعب خط أحمر, وأشادت بدور القوات
المسلحة كشريك في الثورة ومؤتمن عليها من قبل الشعب وأنها لا تقبل المساس
بالقوات المسلحة.