حمادة عاشور -
تبرأت جماعة الإخوان المسلمين من الوقوف وراء تصعيد وتأجيج
احتجاجات قنا الأخيرة، والتي شهدت قطع طرق وتعطيل حركة القطارات، وأكد
محمود يوسف، عضو مكتب الجماعة بالمحافظة، مشاركة الإخوان بصورة سلمية في
بداية الأحداث اعتراضا على تولي رجل أمن وأحد أركان النظام السابق منصب
المحافظ، ولكنهم فضلوا الانسحاب، بحسب قوله، بعد لجوء البعض إلى وسائل
احتجاجية وصفها بـ"غير المشروعة"، مثل قطع الطرق وغلق مزلقانات السكة
الحديد، وهو أمر ترفضه الجماعة.
وأوضح بأن تصعيد المظاهرات
جاء كرد فعل لعدم استجابة حكومة شرف والمجلس العسكري لمطلب تغيير المحافظ
الحالي عماد ميخائيل وتعيين آخر، بشرط عدم انتمائه للأجهزة الأمنية، مضيفا:
"تجاهل الحكومة لمطالب الأهالي فجر لديهم إحساس بالإهانة، وهو ما تسبب في
تفاقم الأزمة".
وأكد يوسف أن الاحتقان الطائفي سبب رئيسي في الأوضاع
الراهنة بالمحافظة، مرجعا السبب في ذلك إلى النظام السابق الذي استطاع
إثارة النعرات الطائفية، فضلا عن تراجع المحافظة على مستوى الخدمات في عهد
المحافظ السابق مجدي أيوب، وهو رجل أمن أيضا، وعقب تعيين ميخائيل زادت
الهواجس لدى الأهالي، بحسب قوله، في استمرار تراجع دور المحافظة وتردي
أوضاعهم.
وأكد يوسف أن معتصمي السكة الحديد والمتسببين في وقف حركة
القطارات ليسوا إخوانا أو سلفيين، بل خليطا من رجال أمن الدولة والحزب
الوطني المنحل، بحسب تأكيداته، وأن بعضهم يحمل أسلحة بيضاء، مدللا على ذلك
بعدم استجابتهم لمناشدات الشيخين محمد حسان وصفوت حجازي لفض الاعتصام، فيما
اعتبر أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية هو تغيير المحافظ بآخر،
مضيفا: "ليس هناك حرج على الحكومة في التراجع عن قراراتها طالما سيتماشى مع
رغبة الأهالي".