http://domyat-elyoum.com/index.php?option=com
بقلم هشام ابو طالب
السبت, 26 مارس 2011 10:37
تعيش مصر ـ فى مرحلتها الانتقالية من الدكتاتورية إلى الحرية
والديموقراطية الوطنية "الأخلاقية" ـ فترة النقاهة ، بعد عمليتى "قلب
مفتوح" ، وتغيير نخاعها الشوكى "الملوث" ودمائها الفاسدة ، أجراهما بـ
"نجاح" ، فى غرفة عمليات ميدان التحرير ، وقد أضيفت إلى مساحته ، مساحات كل
ميادين مصر ، فريق من الأطباء المصريين النابهين الشباب ، وأطقم "شعبية"
من رجال الخدمات الطبية ونسائها ، وتحت إشراف كبار أطبائها ونقبائهم ، وبعد
نجاح العملية تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة ، بعد تعقيمها من جراثيم
الثورة المضادة ، وفلول ميكروبات وفيروسات وطفيليات الاستبداد والفساد
والتبعية ، وقد قام شهداؤها الشباب الأطهار البواسل ، بالتبرع بما احتاجته
من دماء مصرية نقية من فصيلة "حب مصر" ، وقد تم التدخل الجراحى لشفاء مصر
من أمراضها المزمنة والخطيرة ، تحت رعاية المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية
ومتخصصيها الأفذاذ ، ودعوات كل الأمهات والمظلومين والثكالى ، وبدعم من كل
شعوب العالم العربى والعالم الحر ، وهكذا عادت مصر شابة فتية ،
وبـِـكـْـرًا عفية ، لتواجه تحديات النهوض والتقدم ، ومسئوليات الحرية
والديموقراطية والازدهار ** ثانيا : 1 ـ علينا أن ندرك صدقا ويقينا ، أنه
قد قامت فى مصر ثورة وطنيه ، وأنها قد أسقطت نظاما عاتيا طاغية دكتاتورا ،
متجذرا فى الاستبداد والفساد والتبعية على مدار ثلاثين عاما متواصلة وحافلة
بكل صنوف الفساد ، وفى كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وأجهزتها ومنسوبيها ـ
اللى هم نحن ـ وأن كل ذلك قد "صبغنا" بنمط من التفكير والتناول ،
وها نحن ، وقد أسقطنا النظام .. آى نعم ، وكسبنا "جولة" ـ من
جولات كثيرة يجب أن تتبعها جولات مع أنفسنا ـ استعدنا فيها "الإرادة"
و"الثقة" بالنفس ، و"السيادة" على السلطة ، أصبحنا كما ولو كنا قد تبادلنا
الأدوار مع النظام ، أوكأننا قد قمنا بالثورة "الوطنية الشعبية" كى يصبح
الشعب "نظاما" ، والنظام شعبا من النوع الذى "كـُـنـَّـاه" ، وكى نجلس فى
مقاعده ، وقد وضعنا رجلا على رجل ، ونصدر أوامرنا لمن تولى أمر إدارة
البلاد ، أن "يصنع" لنا دولة ، ويقدمها ساخنة" و"مُـتـَـبـَّـلـَـة" ، وهو
بملابس الطهاة وطراطيرهم * 3 ـ لقد آن أوان أن يتخلى البعض منا عن المفهوم
"المسلوق" للثورة ، وكأنها انتقال "فورى" من النقيض إلى النقيض ، دون حقوق
وواجبات على "الكل" فى صياغة دولة "ما بعد الثورة" ، ـ ودون 80 مليون وصى
عليها ـ من مؤسساتٍ وأجهزةٍ ومنسوبين ـ اللى هم نحن ـ لكليهما ، ومن
المفروض أننا قد صرنا ثوارا على النظام الفاسد ، وعلى "ما بأنفسنا" ، وما
لم نأخذ أنفسنا ـ كـُـلٌ فى موقعه ـ بتغيير هذا المفهوم "الحـَـدِّى" ، فلن
يتحقق لنا مفهوم "حقيقى" لثورة قمنا بها على هذا النحو الرائع والأسطورى
والحضارى ، وبهذه "البساطة" التى لم تكن لتتحقق لولا عناية الله ، ثم
"موقف" القوات المسلحة التاريخى والوطنى الشريف ، فهل نحن حقا فاعلين ؟؟ **
ثالثا : للثورة "الوطنية" ـ أى ثورة وطنية ـ من تعريفها "مكونان" أساسيان ،
تقوم عليهما وتنجح بهما فى تحقيق ما قامت من أجله ، أولهما : "إسقاط" ثم
"إزالة" نظام لـ "الدولة" ، بلغ معه الثوار من "المواطنين" ، "درجة"الرفض
الكامل ، و"حد" التضحية بالروح ، وكراهة الحياة فى ظله
وثانيهما : "إرساء" ثم " إقامة" نظام لـ "ذات" الدولة ، يتواكب
فيه "تغيير" الهياكل الرئاسية ، والنيابية التشريعية الرقابية ، والتنفيذية
، والخدمية ، مع تغيير مفهوم "الأداء" و"السلوكيات" و"منظومة الأخلاق"
المجتمعية ، كى "يلتحما" وأن "ينسجما" معا بـ "وعى" يتسع باتساع "الوجود"
الوطنى والإنسانى ، فى إرساء دعائم الدولة "الرسمية" الجديدة ، و"إقامة"
بنيانها ، وأن يكون كل هذا "وسيلة" لـ "غاية" ينشدها الجميع ، هى حياة
مجتمعية إنسانية "لائقة" بالجميع ، على قاعدة من المساواة فى الحقوق
والواجبات ، ومنهج "أخلاقى علمى عصرى" ترَبـَّى على "عقيدةٍ" متأصلةٍ من
"حب" الله الواحد الأحد المعبود بـ "حق" ، ثم الوطن كقطعةٍ "مباركةٍ"
مُـسـْـتـَـخـْـلـَـفـَـةٍ من ملك الله مالك الملك والملكوت ،
"يـَـعـْـمُـرُهـَا" و"يـُـعـَـمـِّـرُهـَا" الكل خلفا عن سلف ، وبدون
"تواكب" هذين المكونين و"تلازمهما" ، تحقيقا فى الواقع ـ وليس الانطباعات ـ
ووَقـْـرًا فى النفس والضمير الوطنيين ، فليس لنا منها ، فى النهاية ـ
ثورة قامت ، ولا أرضا قطعت ، ولا ظـَـهـْـرًا أبقت ، ولا عزاء للجميع ،
فالكل قاتل مقتول ، والضحية هى الجلاد ، وسـ "تبقى" مصر حتى يكون لها ثورة
حقيقية ، بالمفهوم الحقيقى ** آخر الكلام : 1 ـ إذا أردت (أيها "الشعب") أن
تطاع ، فـَـأمُرِ "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بما يستطاع ، وليس من
مصلحة أحد أن نجعل من الجيش "طرف" ، ونحن "طرف" (!) * 2 ـ هلا أدركنا ـ
ونحن على المشارف الأولى من "ثورة وطنية" فى "مرحلة انتقالية" ، و"ثورة
مضادة" شرسة و"خبيثة" ، أن هناك الكثير مما "لانعرفه" ، وما ستتكفل الأيام
بإماطة اللثام عن مغاليقه ؟ وأن "العدالة" هى سبيلنا "الأوقى" إلى تحقيق
"عادلِ" و"معتدلِ" مطالبنا ؟ هذا وتحياتى للجميع ، وتحيا مصر ، "إيد واحدة"
، تعمل وتبنى من أجل مصر ، وعلى "منهج" الله ، و"أخلاقيات" الثورة
"الحضارية" و"الإنسانية" ، فهذا هو "رأس مالها" الحقيقى ، والذى لا يقدر
بمال
بقلم هشام ابو طالب
السبت, 26 مارس 2011 10:37
تعيش مصر ـ فى مرحلتها الانتقالية من الدكتاتورية إلى الحرية
والديموقراطية الوطنية "الأخلاقية" ـ فترة النقاهة ، بعد عمليتى "قلب
مفتوح" ، وتغيير نخاعها الشوكى "الملوث" ودمائها الفاسدة ، أجراهما بـ
"نجاح" ، فى غرفة عمليات ميدان التحرير ، وقد أضيفت إلى مساحته ، مساحات كل
ميادين مصر ، فريق من الأطباء المصريين النابهين الشباب ، وأطقم "شعبية"
من رجال الخدمات الطبية ونسائها ، وتحت إشراف كبار أطبائها ونقبائهم ، وبعد
نجاح العملية تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة ، بعد تعقيمها من جراثيم
الثورة المضادة ، وفلول ميكروبات وفيروسات وطفيليات الاستبداد والفساد
والتبعية ، وقد قام شهداؤها الشباب الأطهار البواسل ، بالتبرع بما احتاجته
من دماء مصرية نقية من فصيلة "حب مصر" ، وقد تم التدخل الجراحى لشفاء مصر
من أمراضها المزمنة والخطيرة ، تحت رعاية المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية
ومتخصصيها الأفذاذ ، ودعوات كل الأمهات والمظلومين والثكالى ، وبدعم من كل
شعوب العالم العربى والعالم الحر ، وهكذا عادت مصر شابة فتية ،
وبـِـكـْـرًا عفية ، لتواجه تحديات النهوض والتقدم ، ومسئوليات الحرية
والديموقراطية والازدهار ** ثانيا : 1 ـ علينا أن ندرك صدقا ويقينا ، أنه
قد قامت فى مصر ثورة وطنيه ، وأنها قد أسقطت نظاما عاتيا طاغية دكتاتورا ،
متجذرا فى الاستبداد والفساد والتبعية على مدار ثلاثين عاما متواصلة وحافلة
بكل صنوف الفساد ، وفى كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وأجهزتها ومنسوبيها ـ
اللى هم نحن ـ وأن كل ذلك قد "صبغنا" بنمط من التفكير والتناول ،
وها نحن ، وقد أسقطنا النظام .. آى نعم ، وكسبنا "جولة" ـ من
جولات كثيرة يجب أن تتبعها جولات مع أنفسنا ـ استعدنا فيها "الإرادة"
و"الثقة" بالنفس ، و"السيادة" على السلطة ، أصبحنا كما ولو كنا قد تبادلنا
الأدوار مع النظام ، أوكأننا قد قمنا بالثورة "الوطنية الشعبية" كى يصبح
الشعب "نظاما" ، والنظام شعبا من النوع الذى "كـُـنـَّـاه" ، وكى نجلس فى
مقاعده ، وقد وضعنا رجلا على رجل ، ونصدر أوامرنا لمن تولى أمر إدارة
البلاد ، أن "يصنع" لنا دولة ، ويقدمها ساخنة" و"مُـتـَـبـَّـلـَـة" ، وهو
بملابس الطهاة وطراطيرهم * 3 ـ لقد آن أوان أن يتخلى البعض منا عن المفهوم
"المسلوق" للثورة ، وكأنها انتقال "فورى" من النقيض إلى النقيض ، دون حقوق
وواجبات على "الكل" فى صياغة دولة "ما بعد الثورة" ، ـ ودون 80 مليون وصى
عليها ـ من مؤسساتٍ وأجهزةٍ ومنسوبين ـ اللى هم نحن ـ لكليهما ، ومن
المفروض أننا قد صرنا ثوارا على النظام الفاسد ، وعلى "ما بأنفسنا" ، وما
لم نأخذ أنفسنا ـ كـُـلٌ فى موقعه ـ بتغيير هذا المفهوم "الحـَـدِّى" ، فلن
يتحقق لنا مفهوم "حقيقى" لثورة قمنا بها على هذا النحو الرائع والأسطورى
والحضارى ، وبهذه "البساطة" التى لم تكن لتتحقق لولا عناية الله ، ثم
"موقف" القوات المسلحة التاريخى والوطنى الشريف ، فهل نحن حقا فاعلين ؟؟ **
ثالثا : للثورة "الوطنية" ـ أى ثورة وطنية ـ من تعريفها "مكونان" أساسيان ،
تقوم عليهما وتنجح بهما فى تحقيق ما قامت من أجله ، أولهما : "إسقاط" ثم
"إزالة" نظام لـ "الدولة" ، بلغ معه الثوار من "المواطنين" ، "درجة"الرفض
الكامل ، و"حد" التضحية بالروح ، وكراهة الحياة فى ظله
وثانيهما : "إرساء" ثم " إقامة" نظام لـ "ذات" الدولة ، يتواكب
فيه "تغيير" الهياكل الرئاسية ، والنيابية التشريعية الرقابية ، والتنفيذية
، والخدمية ، مع تغيير مفهوم "الأداء" و"السلوكيات" و"منظومة الأخلاق"
المجتمعية ، كى "يلتحما" وأن "ينسجما" معا بـ "وعى" يتسع باتساع "الوجود"
الوطنى والإنسانى ، فى إرساء دعائم الدولة "الرسمية" الجديدة ، و"إقامة"
بنيانها ، وأن يكون كل هذا "وسيلة" لـ "غاية" ينشدها الجميع ، هى حياة
مجتمعية إنسانية "لائقة" بالجميع ، على قاعدة من المساواة فى الحقوق
والواجبات ، ومنهج "أخلاقى علمى عصرى" ترَبـَّى على "عقيدةٍ" متأصلةٍ من
"حب" الله الواحد الأحد المعبود بـ "حق" ، ثم الوطن كقطعةٍ "مباركةٍ"
مُـسـْـتـَـخـْـلـَـفـَـةٍ من ملك الله مالك الملك والملكوت ،
"يـَـعـْـمُـرُهـَا" و"يـُـعـَـمـِّـرُهـَا" الكل خلفا عن سلف ، وبدون
"تواكب" هذين المكونين و"تلازمهما" ، تحقيقا فى الواقع ـ وليس الانطباعات ـ
ووَقـْـرًا فى النفس والضمير الوطنيين ، فليس لنا منها ، فى النهاية ـ
ثورة قامت ، ولا أرضا قطعت ، ولا ظـَـهـْـرًا أبقت ، ولا عزاء للجميع ،
فالكل قاتل مقتول ، والضحية هى الجلاد ، وسـ "تبقى" مصر حتى يكون لها ثورة
حقيقية ، بالمفهوم الحقيقى ** آخر الكلام : 1 ـ إذا أردت (أيها "الشعب") أن
تطاع ، فـَـأمُرِ "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بما يستطاع ، وليس من
مصلحة أحد أن نجعل من الجيش "طرف" ، ونحن "طرف" (!) * 2 ـ هلا أدركنا ـ
ونحن على المشارف الأولى من "ثورة وطنية" فى "مرحلة انتقالية" ، و"ثورة
مضادة" شرسة و"خبيثة" ، أن هناك الكثير مما "لانعرفه" ، وما ستتكفل الأيام
بإماطة اللثام عن مغاليقه ؟ وأن "العدالة" هى سبيلنا "الأوقى" إلى تحقيق
"عادلِ" و"معتدلِ" مطالبنا ؟ هذا وتحياتى للجميع ، وتحيا مصر ، "إيد واحدة"
، تعمل وتبنى من أجل مصر ، وعلى "منهج" الله ، و"أخلاقيات" الثورة
"الحضارية" و"الإنسانية" ، فهذا هو "رأس مالها" الحقيقى ، والذى لا يقدر
بمال