Reda Hosny
إشْرَاقَاتٌ قُرآنيّةٌ
قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران:26
يقول سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الآية الكريمة:
نداء
خاشع.. في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء. وفي ظلاله المعنوية روح الابتهال.
وفي التفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح استجاشة للمشاعر في رفق وإيناس. وفي
جمعه بين تدبير الله وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى الحقيقة
الكبيرة: حقيقة الألوهية الواحدة القوامة على الكون والناس؛ وحقيقة أن شأن
الإنسان ليس إلا طرفاً من شأن الكون الكبير الذي يصرفه الله؛ وأن الدينونة
لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس؛ وأن الانحراف عن هذه القاعدة
شذوذ وسفه وانحراف!
إنها الحقيقة الناشئة من حقيقة الألوهية
الواحدة.. إله واحد فهو المالك الواحد.. هو { مالك الملك } بلا شريك.. ثم
هو من جانبه يملك من يشاء ما يشاء من ملكه يملكه إياه تمليك العارية
يستردها صاحبها ممن يشاء عندما يشاء. فليس لأحد ملكية أصيلة يتصرف فيها على
هواه. إنما هي ملكية معارة له خاضعة لشروط المملك الأصلي وتعليماته؛ فإذا
تصرف المستعير فيها تصرفاً مخالفاً لشرط المالك وقع هذا التصرف باطلاً.
وتحتم على المؤمنين رده في الدنيا. أما في الآخرة فهو محاسب على باطله
ومخالفته لشرط المملك صاحب الملك الأصيل..
وكذلك هو يعز من يشاء
ويذل من يشاء بلا معقب على حكمه، وبلا مجير عليه، وبلا راد لقضائه، فهو
صاحب الأمر كله بما أنه - سبحانه - هو الله.. وما يجوز أن يتولى هذا
الاختصاص أحد من دون الله.
وفي قوامة الله هذه الخير كل الخير. فهو
يتولاها سبحانه بالقسط والعدل. يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء
بالقسط والعدل. ويعز من يشاء ويذل من يشاء بالقسط والعدل. فهو الخير
الحقيقي في جميع الحالات؛ وهي المشيئة المطلقة والقدرة المطلقة على تحقيق
هذا الخير في كل حال: { بيدك الخير }.. { إنك على كل شيء قدير }..
تابعونا مع إشراقة كل صباح .. وشاركونا الأجر بالنشر
والله من وراء القصد ،،
إشراقات
قرآنيةٌ تأتيتكم مع كل إشراقة يوم جديد ، نقف فيها مع آيات من كلام الله
عز وجل نتأمل جميل نظمها وبليغ معانيها ، ونستظل بظلالها الروحانية الآسرة ،
آملين أن نقدم بذلك خدمة لكتاب الله أولاً ثم للغتنا الجميلة التي ازدانت
بهذا الكتاب العظيم. تابعونا صباح كل يوم بمشيئة الله .. وشاركونا الأجر
بالنشربواسطة: ملكة جمال اللغات .. اللغة العربية
إشْرَاقَاتٌ قُرآنيّةٌ
قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران:26
يقول سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الآية الكريمة:
نداء
خاشع.. في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء. وفي ظلاله المعنوية روح الابتهال.
وفي التفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح استجاشة للمشاعر في رفق وإيناس. وفي
جمعه بين تدبير الله وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى الحقيقة
الكبيرة: حقيقة الألوهية الواحدة القوامة على الكون والناس؛ وحقيقة أن شأن
الإنسان ليس إلا طرفاً من شأن الكون الكبير الذي يصرفه الله؛ وأن الدينونة
لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس؛ وأن الانحراف عن هذه القاعدة
شذوذ وسفه وانحراف!
إنها الحقيقة الناشئة من حقيقة الألوهية
الواحدة.. إله واحد فهو المالك الواحد.. هو { مالك الملك } بلا شريك.. ثم
هو من جانبه يملك من يشاء ما يشاء من ملكه يملكه إياه تمليك العارية
يستردها صاحبها ممن يشاء عندما يشاء. فليس لأحد ملكية أصيلة يتصرف فيها على
هواه. إنما هي ملكية معارة له خاضعة لشروط المملك الأصلي وتعليماته؛ فإذا
تصرف المستعير فيها تصرفاً مخالفاً لشرط المالك وقع هذا التصرف باطلاً.
وتحتم على المؤمنين رده في الدنيا. أما في الآخرة فهو محاسب على باطله
ومخالفته لشرط المملك صاحب الملك الأصيل..
وكذلك هو يعز من يشاء
ويذل من يشاء بلا معقب على حكمه، وبلا مجير عليه، وبلا راد لقضائه، فهو
صاحب الأمر كله بما أنه - سبحانه - هو الله.. وما يجوز أن يتولى هذا
الاختصاص أحد من دون الله.
وفي قوامة الله هذه الخير كل الخير. فهو
يتولاها سبحانه بالقسط والعدل. يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء
بالقسط والعدل. ويعز من يشاء ويذل من يشاء بالقسط والعدل. فهو الخير
الحقيقي في جميع الحالات؛ وهي المشيئة المطلقة والقدرة المطلقة على تحقيق
هذا الخير في كل حال: { بيدك الخير }.. { إنك على كل شيء قدير }..
تابعونا مع إشراقة كل صباح .. وشاركونا الأجر بالنشر
والله من وراء القصد ،،
إشراقات
قرآنيةٌ تأتيتكم مع كل إشراقة يوم جديد ، نقف فيها مع آيات من كلام الله
عز وجل نتأمل جميل نظمها وبليغ معانيها ، ونستظل بظلالها الروحانية الآسرة ،
آملين أن نقدم بذلك خدمة لكتاب الله أولاً ثم للغتنا الجميلة التي ازدانت
بهذا الكتاب العظيم. تابعونا صباح كل يوم بمشيئة الله .. وشاركونا الأجر
بالنشربواسطة: ملكة جمال اللغات .. اللغة العربية