السبت، 9 يوليو 2011 - 19:38
جانب من الجنازة
كتب إبراهيم أحمد تصوير سامى وهيب ومحمد إبراهيم
فى مشهد جنائزى مهيب، ودعت أسرة النقيب محمد على الزينى، ضابط
شرطة بقسم مكافحة جرائم سرقة السيارات بمديرية أمن القاهرة، جثمانه، من
مسجد الشرطة بالدراسة، والذى استشهد على يد لص سيارات، كان يطارده لضبطه
وإعادة السيارة المسروقة لمالكها، إلا أن المتهم تمكن من مغافلته وإصابته
بطلق نارى بالبطن، أودى بحياته بمستشفى الشرطة بالعجوزة.
شارك في الجنازة العسكرية آلاف المواطنين، منهم أهالي الضابط الشهيد
المقيمون بالسويس، وعدد من قيادات وزارة الداخلية وأمن القاهرة، وعلى
رأسهم، اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة، واللواء فاروق لاشين، مساعد
وزير الداخلية لقطاع التدريب واللواء محمود على، نائب مدير أمن القاهرة،
واللواء أسامة الصغير، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء سامي
لطفي، نائب مدير مباحث العاصمة، بالإضافة إلى المقدم منتصر فتحي مدير
إدارة العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن القاهرة، والرائد شريف الحسيني
ضابط العلاقات العامة، وعدد كبير من مديري المباحث ورؤساء القطاعات ورؤساء
مباحث أقسام الشرطة بالقاهرة.
بدأت مراسم الجنازة بصلاة العصر على الشهيد، أعقبها الدعاء له، وسط بكاء
وحزن شديدين من جميع المصلين، ليتم بعد ذلك إخراج الجثمان لوضعه على
السيارة المخصصة لحمل الجثمان، وفور خروجها من المسجد استقبلها طفل الضابط
الشهيد، الذى يبلغ من العمر 7 أشهر بابتسامة على وجهه، ولوح لجثمان والده
وهو يسير من أمامه بيديه فى مشهد أبكى جميع من لاحظه.
الزغاريد والصرخات والبكاء، اختلطوا جميعا فى استقبال جثمان الضابط الشهيد
فور خروجه من المسجد، وطالب أهالى الرجال، سيدات العائلة من أشقاء الضابط
ووالدته وخالاته وعماته بعدم الصراخ عليه، والدعاء له بالرحمة والمغفرة،
ليتم بعد ذلك بدء السير فى الجنازة العسكرية، والتى ظلت خلالها والدة
الشهيد تقوم بالزغاريد لنجلها الذى توفى شهيدا فى سبيل الله، دفاعا عن وطنه
أثناء تأديته عمله.
وأثناء العزاء ظلت السيدات من أهالى الشهيد تهتف "فين اللى بيطالبوا الشرطة
تنزل الشارع وتشتغل ولا هما بيقولوا كده وبعد ما ينزلوا يضربوهم بالنار"،
ويرددن أيضا "مصر كلها بتودع محمد، ومصر لازم تحزن على الشهيد"، كما أنه لم
يتمكن عدد من شباب العائلة التماسك، نظراً لشدة الموقف ووفاة الضابط الشاب
الذى كان فى بداية حياته.
وأوضح العميد أحمد خيرى، رئيس قسم مكافحة سرقة السيارات بالقاهرة، ورئيس
الضابط الشهيد فى العمل، أن محمد جاء إلى مديرية أمن القاهرة الشهر الماضى،
وتحديدا فى 6 يونيو، أى أنه متواجد معنا منذ شهر تقريباً، وأقسم بالله أنه
كان يشعر خلال الأيام الأولى لمحمد فى العمل معه أنه يعرفه منذ أكثر من 10
سنوات، نظراً لمعاملته الحسنة وسلوكه واجتهاده فى عمله.
علم "اليوم السابع" أن الضابط الشهيد من مواليد 18 مايو 1985، يبلغ من
العمر 26 عاماً، أى فى مقتبل حياته، وأنه تخرج فى كلية الشرطة فى عام 2006،
ثم التحق بالعمل فى قسم شرطة الأزبكية، ومن ثم انتقل إلى السويس، وعاد مرة
أخرى منذ شهر للعمل فى القاهرة مرة أخرى.
أحداث تلك الواقعة التى استشهد فيها الضابط بدأت تفاصيلها فور تلقى ضباط
مباحث سرقة السيارات بالقاهرة بلاغاً من "عاطف. ح. ل" (54 سنة) موظف بشركة
ليموزين، الذى أفاد بأنه اكتشف سرقة سيارته الخاصة، وأوضح أنه تلقى اتصالاً
هاتفياً من أحد الأشخاص يدعى "حسن"، طلب منه مبلغاً مالياً مقابل إعادة
السيارة له، فتم الاتفاق معه على أن يتفق مع المتهم حتى يتمكن من استدراجه
وضبطه.
ومن خلال الخطة التى تم وضعها للقبض على المتهم، وذلك بعد أن اتفق المبلغ
مع المتهم على أن يتقابلا أمام مركز شباب الجزيرة، فقد أسرع النقيب محمد
على عبد العزيز زين، لإعداد الكمين اللازم لضبط المتهم فور وصوله، وأثناء
تواجده شاهد السيارة تمر بالمنطقة وشك المتهم فى أمر الكمين، فأسرع للهروب
بالسيارة الخاصة بالمبلغ.
وعلى الفور، أسرع ضابط الشرطة فى مطاردته، حيث سلك المتهم تجاه الجيزة، وظل
الضابط يطارده حتى وصلا إلى منطقة الكيت كات فى إمبابة، وتمكن من إيقاف
سيارة المتهم، وفور خروج الضابط من سيارته لضبط المتهم، فوجئ به يسدد له
عياراً نارياً أصابه فى الجانب الأيسر من البطن، فتم نقله إلى مستشفى
الشرطة لإسعافه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وتوفى متأثرا بإصابته فجر
اليوم السبت، وتحرر عن تلك الواقعة المحضر اللازم، وجار ملاحقة المتهم
الهارب.