ميدان التحرير
كتبت ريم عبد الحميد
قالت مجلة التايم الأمريكية، إن روح الربيع العربى التى أسقطت
الرئيس حسنى مبارك قد عادت إلى القاهرة على الرغم من أن مصر تمر الآن
بمنتصف فصل الصيف، وذلك بعودة المتظاهرين إلى ميدان التحرير منذ أسبوع .
لكن الحماسة الثورية فى الميدان لا يشعر بها عدد متزايد من المصريين
المحبطين من الاحتجاجات المستمرة والتى أغلقت الأعمال ومؤسسات البنى
التحتية فى الأشهر التى تلت الثورة، فالاحتجاج له نتائج عكسية، ويرى
الكثيرون أن الوقت قد حان للمضى قدماً.
وتشير المجلة إلى أن ميدان التحرير، الذى أصبح يمثل فرصة للأحزاب السياسية
الراغبة فى جذب أعضاء جدد، يشغل مكانة خاصة فى قلوب هؤلاء الذين صنعوا
الثورة. فهناك سببا أن يشعر النشطاء الإلكترونيين الذين فجروا الثورة
بالحنين إلى الميدان. فهو يمثل جزئياً اختباراً علاجياً لبلد لا يزال يعانى
من عقود القمع. لكن السبب الأقوى أنه بالنسبة للكثير من النشطاء يظل
التحرير الوسيلة الوحيدة التى يعرفونها للضغط من أجل التغيير.
وترى المجلة أن اللغز الكامن فى التحول السياسى الذى تشهده مصر منذ خمسة
أشهر وبالنسبة لحركة الاحتجاج المتحفزة، هو أن المحتجين يطالبون أساسا بأن
تحاكم الديكتاتورية نفسها. فرغم سقوط مبارك، إلا أن من ساعده على البقاء فى
السلطة طوال 30 عاماً يتولى الآن زمام الأمور.
ورغم ما تم الإعلان عنه من جانب الحكومة والجيش خلال الأسبوع الجارى
للاستجابة لمطالب المتظاهرين فى التحرير، إلا أن أجواء الاحتجاج لا تزال
مستمرة. وقد يكون هذا جزئيا راجعا إلى الإدراك أن هناك فرق كبير بين نظام
يستجيب للرأى العام، وآخر على استعداد للتنازل عن السلطة لصالح
الديمقراطية.