الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان
كتب محمود رضا
قال الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان،
إنه قضى 43 عاما من أخصب سنوات عمره مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا على
أنه لو لم تكن جماعة الإخوان المسلمين موجودة لما وجد محمد حبيب.
وأشار إلى أنه قرر ترك الجماعة بعد أن حدثت بعض التجاوزات داخلها، لافتا
إلى وجود تباينات فى مواقف أعضاء الجماعة قائلا: إنهم ليسوا نسُخا
بالكربون.
وقال حبيب فى حواره ببرنامج ناس بوك، إن أسباب خلافه مع الإخوان كانت بسبب
رغبته فى تشكيل لجنة تقصى حقائق داخلية للكشف عن أسباب التباينات أو
الاختلافات التى نشبت داخل الجماعة، الأمر الذى تم رفضه ولذلك سارعت بتقديم
استقالتى.
ولفت إلى أن النظام السابق لم يكن يمنح الجماعة إلا مساحات محدودة تستطيع
التحرك بها، مشيرا إلى أن الجماعة تعرضت لضربات قوية منذ أن فكرت فى إنشاء
حزب سياسى، وهى الضربات التى وصفتها الجماعة بـ"القاصمة".
وأشار إلى أن هناك دماء متدفقة جديدة داخل الجماعة، وذلك مع التغيرات ووجود
طفرات فى منظومة الاتصالات والإنترنت قائلا: إن الجماعة كانت تعمل فى ظروف
صعبة قبل الثور ولكن بعد الثورة حدث انفتاح كبير.
وأكد أن الإخوان المسلمين لم تكن حزبا سياسيا ولكنها كانت تمارس بعض
السياسة نتيجة لأنشطتها الاجتماعية، مؤكدا على أن الجماعة لم تكن تسعى فى
الأساس وراء العمل السياسى والبحث عن سلطة، لكن بعد إنشائها حزب الحرية
والعدالة أصبح من حقها الوصول للحكم والحصول على سلطة.
وفيما يتعلق بمبدأ السمع والطاعة المشهور عن جماعة الإخوان المسلمين، قال
حبيب إن مبدأ السمع والطاعة كان مُستخدما أيام حسن البنا رحمه الله، وأيام
قبضة البوليس السياسى، وكان وقتها يوجد حرب قوية ضد الجماعة، لذا كان يجب
أن يحدث تمسك بتنظيم الجماعة.
وطالب قيادات الجماعة القديمة بأن تدفع بالشباب الذين غيروا النظام السابق
وأعلوا جملة "أرفع رأسك فوق أنت مصرى" للمراكز العليا، مؤكدا أن المشكلة
الحالية داخل الجماعة توجد فى قياداتها.
وأشار إلى أنه من الممكن أن تكون آلية معاقبة المخالفين لقرارات الجماعة
تجميد العضوية لفترة مثلا وليس الفصل، ما داموا لم يخالفوا ثابت من الثوابت
المتعارف عليها.
وتوقع حبيب ألا تحصل كل التيارات الإسلامية فى البرلمان القادم على أكثر من
33% من المقاعد، لافتا إلى أن الإخوان سيحصلون على نسبة تتراوح بين 15%
إلى 20% فقط، برغم من أن هناك من يحاول المزايدة والقول بأن الإخوان
سيفوزون بنسبة أكبر من ذلك فى البرلما .
وأشار إلى أنه يجب أن يحدث فصل حقيقى بين الـ"سلطات الثلاث" التنفيذية
والتشريعية والقضائية ،وفيما يتعلق برأيه فى وصول الإخوان المسلمين للحكم
قال: ولما لا مادامت رغبة الشعب فى ذلك، وإن اختار الشعب مبادئ الإخوان من
خلال برنامجهم فهذا هو رأى الشعب الذى يجب أن يحترمه الجميع.
وأشار إلى أن ترشح أبو الفتوح للرئاسة أحدث ارتباكا داخل الجماعة، مضيفا
ربما يكون الإخوان رشحوا الدكتور محمد سليم العوا لإخراج أبو الفتوح من
المنافسة، وعن انتقاداته للإخوان بعد انفصاله عنها أكد حبيب أنه انتقد
الجماعة وهو بداخلها ولم ينتقدها عندما خرج منها.
وأوضح حبيب أن مبارك سقط لكن مازالت رموزه موجودة، ويجب أن تتم محاكمته
وفقا لقانون ثورى وليس وفقا للتشريعات الحالية التى قام الرئيس السابق
بوضعها.