جانب من الندوة الأسبوعية لصالون الروائى الدكتور علاء الأسوانى
كتب بلال رمضان
فى أول لقاء تفاعلى له مع الجماهير بعد أداء اليمين الدستورية،
قال الدكتور عمرو حلمى، وزير الصحة الجديد "أقسم بالله العظيم كما أقسمت
اليمين الدستورى، بأننى سأحافظ على هذا الوطن، وعلى نظامه الجمهورى، وأننى
سأكتب كافة المطالب التى ما زلنا نرددها ونطالب بها وأتقدم بها لرئيس مجلس
الوزراء ليرفعها للمشير".
وأشار د.عمرو حلمى الذى حرص على حضور الندوة الأسبوعية لصالون الروائى
الدكتور علاء الأسوانى، كما هو معتاد، بمقر مركز إعداد القادة، إلى أن
المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة طالب الوزراء الجدد
خلال لقائه بهم، عقب أداء اليمين الدستور، أن يكتبوا آرائهم ووجهات نظرهم
ويرفعوها للدكتور عصام شرف، ومن ثم يرفعها رئيس مجلس الوزراء إليه، كما قال
المشير لهم بأنه يحترم القضاء واستقلاليته، ولا يجب أن نعتقد بأننا إذا
قلنا للقضاء افعل فيفعل؛ لأن القضاء هو صاحب القرار.
وفى بداية حديثه قال وزير الصحة موجهاً حديثه لـ"الأسوانى": أنا ابن لهذا
الصالون، وتعلمت كثيرًا منك يا دكتور علاء ومن زملاء الندوة الأسبوعية، وما
يثار فيها لأنها تمثل المجتمع المصرى وما تعبر عنه من اختلاف فى وجهات
النظر يدفعنا إلى الأمام، خاصة أن الشعب المصرى يعيش حالة حوار سياسى بين
المدنين والعسكريين وكل محتفظ بطبيعته، ولابد أن نعىَّ جيدًا أننا سنقع فى
مواقف سوء فهم أحياناً من الطرفين ولابد من التوضيح.
ووجهت إحدى الحاضرات نداءً لوزير الصحة طالبته بأن يعالج مصابى الثورة كما
يعالج الرئيس المخلوع "مبارك" وأن من حقهم أن يعالجوا أفضل منه، مشيرةً إلى
أنه منذ أيام صلى العديد على أحد شهداء الثورة، وقالت "أرجوك لا نريد أن
نصلى على شهيد آخر"، فرد عليها "حلمى": أول ما فعلته اليوم، هو أننى طالبت
من أحد المساعدين خلال 48 ساعة أن يختار لىِّ أحد المستشفيات المدنية
الكبيرة فى القاهرة تكون بها حديقة ويتم تخصصيها للمصابين، وأمرت بوجود
ثمانى سيارات إسعاف للمعتصمين فى التحرير، كما طالبت بإمكانية حصولنا على
مستشفى عسكرى نتمكن من الإشراف عليها، فالمضربون عن الطعام لا يكفى معهم
المحاليل فقط، بل يحتاجون إلى رعاية طبية من وقتٍ لآخر.
وطالبت أحد رواد صالون "الأسوانى" وزير الصحة بتوضيح دوره فى حل إشكالية
التفريق بين تسمية بعض من سقطوا فى الثورة بـ"البلطجية" أو "الشهداء"، كما
تساءلت: بما أن الوزير متخصص فى الكبد، ولدينا نسبة كبيرة من الشعب المصرى
تعانى من أمراض الكبد، والهند وجدت مصلا لعلاجه مؤخرًا، فهل هناك نية
للتعامل مع الهند للحصول على هذا الدواء؟
تداخل "الأسوانى" قائلا إنه لا يجوز نعت أى شخص بأنه بلطجى، إلا بقرار
قضائى، لافتًا إلى أن هذه محاولة لحماية الضباط ممن قتلوا الثوار، ليقولوا
بأنهم قتلوا البلطجية، كما حدث مع الشهيد خالد سعيد، والصحيح أن الكل
شهداء، لأنهم لم يكونوا حاملى أسلحة، ولو كانت الشرطة كما تدعى، فكان
بإمكانها أن تواجه البلطجية بضربهم فى أماكن عادية، ولكن المؤسف أن الضرب
كان فى أماكن قاتلة، وتحريات الداخلية أنا لا أصدقها إطلاقاً لأنها هى
نفسها التى قالت على خالد سعيد متعاطى بانجو.
ومن جانبه قال د.عمرو: طالبت المسئولين فى الوزارة بإعادة النظر فى أحوال
المصابين ومراجعتها جيدًا، لنخرج بتوصيف حقيقى، وننهى حالة الجدل الدائر،
وكمبدأ عام أنا أتفق مع الدكتور علاء الأسوانى، أن كل من نزل فى ميادين
الثورة عبروا بإرادتهم السلمية، إذا فلماذا هذا التفريق الغريب بين
الشهداء؟ كل من مات فى ميادين مصر شهيد ونحتسبه عند الله شهيد.
وفيما يتعلق بالكبد، أوضح وزير الصحة أن واجب "الصحة" أن تعالج كافة مرضى
فيرس "C" أو مضاعفاته، ومن حق المرضى أن يلجئوا للقضاء، وأن يعالجوا على
أعلى مستوى، وأفضل دواء سيتم اختراعه هو الذى سنختاره للمريض.
ومن ناحية أخرى، وجه أحد الحاضرين سؤالاً لـ"حلمى" حول قيادات وزارة الصحة
التى عينت بقرارات من النظام السابق، ومشاركة سيارات الإسعاف فى نقل
الذخيرة للضباط يوم جمعة الغضب وغيرها، وهل سيكون للوزير الجديد دور فى
تطهير الوزارة من هؤلاء؟
فأجاب د.عمرو: قضيت اليوم ساعات طويلة مع مجموعة من أطباء بلا حقوق،
واستمعت منهم إلى الكثير حول قيادات الوزارة وتناقشنا ووعدتهم ببحث هذا
الأمر بدقة، مؤكدًا، نحن لا نريد أن نظلم أحدًا، وفى نفس الوقت لا نريد
السكوت عمن ارتكب خطأ، ولا يهمنى من هم فى الوزارة بقدر ما أنا مهتم جدًا
بمن هم فى المديريات، وبشكل خاصٍ، فإن توجهاتى ستكون لجنوب مصر والصعيد
وحلايب، وسأقوم بفحص الأطباء هناك، ومن خلال تواجدى مع "الأسوانى" فى
التحرير أيام الاعتصام تعرفنا على شباب أذهلنا بوعيه وعلمه، وأملى أن نمنح
هؤلاء الشباب فرصتهم للتدريب فى الوزارة ومن ثم يتولوا مناصب كبيرة على
مستوى المحليات، وأملى أن أضع شباب الأطباء الواعد فى مراكز قيادية فى
المديريات، ليقوموا بتنظيفها وتمهيدًا لتوليهم المناصب العالية فيما بعد،
لأنهم الأجدر بتصدر المشهد.