يعيش رجل الأعمال نجيب ساويرس في حالة قلق بالغ مع استمرار التحقيقات
حول تورط شركة "موبينيل" المملوكة في قضية التجسس لحساب المخابرات
الإسرائيلية، المتهم فيها الأردني بشار إبراهيم ابو زيد، و وأوفير هراري
الضابط بـ "الموساد, بعد مثوله للتحقيقات أمام نيابة أمن الدولة العليا.
و كشفت مصادر أن ساويرس استعان بخبراء قانونيين أجانب طلبوا منه إنكار
كافة الاتهامات لـ "موبينيل" بشأن تسهيل تجسس اسرائيل علي شبكة الاتصالات
المصرية عبر إقامة شبكات تقوية عملاقة بمنطقة العوجة علي الحدود المصرية
الإسرائيلية، بالرغم من أن المنطقة السكنية لا تضم سوى 15مشتركا فقط.
وسيدفع ساويرس رئيس مجلس إدارة الشركة سابقا في الرد على الاتهامات بأنه
استقال من رئاسة مجلس إدارة الشركة، وذلك للإفلات من المساءلة، بإعتباره
غير مختص بالنواحي الفنية والإدارية خلال الفترة التي تم فيها إنشاء هذه
الشبكة، بالإضافة إلى تبني استراتيجية الإنكار التام لكل التهم الموجهة
إليه.
وقالت المصادر، إن ساويرس انتابه قلق شديد من إمكانية
إدانته، وظهر ذلك بوضوح عليه حفل الإفطار السنوية الذي أقامته فضائية
(ontv) المملوكة له حيث لم يكثر من الأحاديث مع الحضور، وبدا على غير
العادة قليل الكلام وارتسمت على وجهه علامات القلق، وهو ما فسرته المصادر
بقوة الاتهامات والأدلة التي ساقتها المخابرات العامة ضد "موبينيل" خلال
التحقيقات وصعوبة إفلات الشركة من هذه المشكلة دون خسائر كبيرة.
ولصعوبة موقفه في القضية، استعان بفريق كبير من الخبراء الأجانب، خاصة وأن
التقارير الصادرة عن جهاز الأمن الوطني والمخابرات العامة أدانته بتهديد
الأمن القومي المصري، ويهدف إلى تجاوز هذه المشكلة بأقل قدر من الخسائر، مع
ذلك استبعدت المصادر إمكانية نجاحه في تجاوز الأزمة، لاسيما وأن كل الأدلة
المقدمة من عدة جهات سيادية أدانت "موبينيل".
ويأتي ذلك بعد أن
فشل فريق الدفاع عن "موبينيل" في تقديم أي مبررات حول توجيه الهوائيات
العملاقة تجاه إسرائيل وتقوية الشبكات بهذه المنطقة النائية، فضلا عن إجراء
أحد المتهمين بالتجسس لصالح اسرائيل أكثر من ألف مكالمة لإسرائيل من شبكة
"موبنيل" دون ان يستوقف هذا الكم من المكالمات الشركة فتبلغ به المخابرات
العامة أو جهاز مباحث "أمن الدولة" آنذاك.
ومن المقرر أن
تواصل نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات مع عدد من المسئولين الآخرين
بشركة "موبينيل" من بينهم الذين قاموا بتوجيه الإرسال إلى تل أبيب مما أدى
إلى مساعدة المتهم الأردني في تنفيذ توجيهات ضابط "الموساد"، وكذلك التحقيق
مع أمن البرج المكلف بحراسته، بعد قيام مهندس الاتصالات الأردني بشار
بالصعود إلي تلك الأبراج وتركيب الأجهزة الخاصة بالتنصت على جميع
المكالمات.