الأحد، 16 أكتوبر 2011 - 21:45
اجتماع الجامعة العربية
كتبت آمال رسلان - تصوير ياسر خليل
بعد أن فشل وزراء الخارجية العرب فى التوصل لقرار بتجميد عضوية
سوريا بسبب معارضة 7 دول عربية هى لبنان والجزائر والعراق وعمان والسودان
واليمن ومصر، حاول الوزراء اتخاذ اجراءات من شأنها الضغط على نظام بشار
الأسد، وأكدت الدول العربية التى اعترضت على تجميد سوريا أن هذا القرار لن
يدفع النظام السورى لإجراء الإصلاحات.
وبدأ الاجتماع متأخرا عن موعده أكثر من ساعتين المحدد بسبب دعوة غداء وجهها
رئيس الاجتماع ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم إلى الوفود العربية
ماعدا سوريا فى مقر اقامته بفندق الفورسيزون لمحاولة حشد تأييد عربى لقرار
التجميد، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، وهو ما جعلهم يقترحون إطلاق حوار
بين نظام بشار الأسد والمعارضة تحت رعاية الجامعة العربية وتشكيل لجنة
وزارية عربية ترعى هذا الحوار وتقوم بزيارات لسوريا.
ولاقى الاقتراح ارتياحا من معظم الوفود العربية المشاركة إلا أن الوفد
السورى عقب إطلاعه على مشروع القرار رفض عقد أى حوار خارج أراضى سوريا حيث
كان القرار يطالب بأن يكون فى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية.
وأعرب بن جاسم فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية عن حزنه العميق لعدم وجود
أى بارقة أمل قام بها النظام السورى للوصول لحل للمشكلة، مؤكدا أن استمرار
الوضع كما هو يحتم على الجامعة العربية القيام بدور هام وإيجاد حل يرتضيه
الشعب السورى، وإلا – كما قال جاسم – فإن مصداقية الجامعة العربية بل
ودولها الأعضاء ستكون على المحك.
ودعا نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية مجلس الجامعة العربية
إلى تحمل مسئولياته واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمساعدة سوريا فى الخروج من
المأزق الراهن وبدء حوار شامل بين كافة الأطياف فى سوريا للانتقال إلى
الوضع السلمى، معتبرا أن الأزمة السورية هى من أخطر الأزمات التى تواجه
النظام العربى ككل، مؤكدا أنه لا يمكن السكوت على العنف والقتل والجامعة
العربية عليها مسئوليات حقيقية وهى الأولى بالتحرك لإيجاد حل شامل وعادل
لمنع التدخلات الخارجية، مشيرا إلى أنه مضى أكثر من 3 أشهر على زيارته
الأولى لسوريا وأكثر من شهر على الاجتماع الوزارى السابق الذى طالب بوقف
العنف ولكن للأسف ما زال الوضع كما هو.
وعرض على المجلس رسالة من شيخ الأزهر أحمد الطيب طلب منه أن ينقلها إلى الوزراء العرب بضرورة وقف العنف.
ودارت مشادات ساخنة داخل الجلسة الافتتاحية حيث أثارت كلمتى بن جاسم
والعربى حفيظة مندوب سوريا السفير يوسف أحمد حيث اعتبرها تطرقت إلى تفاصيل
القضية على الهواء مباشرة وهو مخالف لبروتوكول الجلسات الافتتاحية، وطالب
بأن يرد عليهم على الهواء أيضا وليس فى الجلسة المغلقة، مشككا فى نية مجلس
التعاون الخليجى الذى طلب عقد هذا الاجتماع العاجل بشأن سوريا، وهو مارد
عليه بن جاسم بأنهم ليسوا أداة فى يد الغرب ولم يطلبوا الاجتماع بناء على
أجندة، وإنما بهدف حقن الدماء.
واتهم أحمد بعض الدول العربية بالوقوف وراء الجماعات المسلحة - التى يدعى
النظام السورى قيامها بعمليات ضد الجيش والأمن – وتمويلها لوجستيا وماديا
رافضا ذكرها الآن، مطالبا الجامعة العربية بالاحتذاء بموقفى روسيا والصين
اللتان دعمتا موقف النظام ورفضتا بيان أمريكا والاتحاد الأوروبى فى مجلس
الأمن.
وادعى أحمد أن النظام لدية العديد من الأدلة على المؤامرة الخارجية وأن
هناك قنابل وأسلحة من صناعة إسرائيل فى يد ما تسمى بالمعارضة، منتقدا عدم
ذكر الجامعة العربية للشهداء فى صفوف الأمن والجيش التى تصل للمئات خلال
شهر واحد، وجدد طرح مبادرة سوريا التى كانت قد طرحتها خلال المجلس السابق
منذ شهر وتجاهلها تماما، وكانت تدعو إلى خروج قرار بها من الجامعة العربية
لتعميمها على كافة الدول وتدعو إلى الإصلاح والتطوير فى كافة الدول
العربية.