نحن
من أكثر الأحزاب استعدادا للانتخابات.. هكذا يؤكد الدكتور عماد
عبدالغفور رئيس حزب النور السلفي الذي يعد أكبر الأحزاب السلفية وأكثرها
انتشارا الذي تم تأسيسه بعد ثورة25 يناير.
<="" div="" border="0">
في هذا الحوار معه يتحدث عبدالغفور عن رؤية حزبه للانتخابات البرلمانية
المقبلة, وعن آليات الاستعداد ومواجهة المنافسين, وإمكان التنسيق مع آخرين
في العديد من الدوائر, خصوصا علي القوائم والمقاعد الفردية, وفيما يلي نص
الحوار.> في البداية هل تعتقد أن حزب النور قادر علي المنافسة في
الانتخابات القادمة؟
ـ بالطبع فنحن من أكثر الأحزاب استعدادا للانتخابات, وقدرتنا علي المنافسة
تفوق الأحزاب القائمة منذ30 عاما.. فبالرغم من أننا حزب وليد إلا أننا
استطعنا في فترة وجيزة أن نخطو خطوات كبيرة ونقفز قفزات واسعة وأصبح لدينا
قاعدة قوية وأصول راسخة, فلا يكاد توجد محافظة إلا ولنا بها قواعد شعبية
قوية, وأقترب عدد أعضاء الحزب من100 ألف شخص, وقمنا بافتتاح عدد كبير من
المقرات في جميع محافظات مصر بلغ أكثر من150 مقرا تم توزيعهاعلي الدوائر
الانتخابية حسب التقسيم الإداري للدوائر.
> كيف ستتغلبون علي قلة خبرتكم بالعملية السياسية في الانتخابات؟
ـ تغلبنا علي قلة الخبرة بالدراسة عن طريق صقل أعضاء الحزب وتثقيفهم بعقد
دورات لمدة أربعة أشهر لدراسة كل الأمور السياسية والقانونية والاقتصادية
المتعلقة بالعمل البرلماني وكيفية إدارة الحملة الانتخابية, وآليات العمل
في المرحلة المقبلة.
> وكيف تستعدون للانتخابات البرلمانية؟
ـ سنسلك كل الطرق التي توصلنا إلي الناس, ولن يكون ذلك عن طريق وسائل
الإعلام فحسب, ولكن سنصل إليهم وجها لوجه ويدا بيد ولسانا بلسان, فنصل إلي
كل أفراد الشعب المصري بخدماتنا وأعمالنا, فنذهب للفقراء في أماكنهم
والمحرمين في منازلهم, وقد قمنا بإقامة العديد من المشاريع الخدمية
كالقوافل الطبية لعلاج الفقراء وإعطائهم الدواء بالمجان, وتوصيل الخبز
للمنازل وتوزيع أنابيب البوتاجاز, وإقامة معارض لبيع مستلزمات المدارس من
أدوات مكتبية وملابس مدرسية وإنشاء مجمعات لبيع الخضراوات واللحوم بأسعار
الجملة في جميع المحافظات ولا تكاد توجد مدينة إلا وهناك مشروع خدمي لحزب
النور, كما قمنا بالمساهمة في حملة تطعيم الأطفال بالإسكندرية عن طريق
المشاركة بخمسة آلاف متطوع, وفي الفترة الأخيرة بدأنا في تكثيف المؤتمرات
الشعبية السياسية بواقع مؤتمر أو اثنين في اليوم من أجل التعريف بالحزب
ونشاطه ورؤاه وأفكاره وموقفه من القضايا السياسية التي تمر بها مصر في
المرحلة الحالية, ومع بدء العملية الانتخابية ستصل إلي أكثر من عشرة
مؤتمرات في اليوم في كل الدوائر الانتخابية.
> ما عدد المقاعد التي ستخوضون عليها الانتخابات؟
ـ سنخوض الانتخابات البرلمانية علي70% من مقاعد القائمة النسبية, بينما
ستحدد نسبة المشاركة في الفردي بناء علي المفاوضات والمباحثات مع الأحزاب
الأخري.
> وما هي المعايير التي علي أساسها سيتم اختيار المرشحين.. وكيف سيتم ذلك؟
ـ حرص حزب النور علي اختيار الأصلح, فلن يتم اختيار مرشح إلا إذا كان
معبرا عن آمال الشعب ويلبي طموحات هذه الأمة ويحظي بثقة الناس, وقمنا بوضع
معايير لاختيار مرشحي الحزب للانتخابات القادمة منها حسن السمعة وعدم وجود
مشكلات مالية أو أخلاقية سابقة وأن يتمتع بالاستقرار العائلي بجانب إيمانه
بمبادئ الحزب وأهدافه والقدرة علي إيصالها للآخرين وأن يكون من أصحاب
الوجاهة المجتمعية والثقافة العامة ويفضل أن يكون من حملة المؤهلات العليا
وأن يكون واجهة مشرفة للحزب داخل وخارج البرلمان ويقوم في نفس الوقت بمهامه
في دائرته الانتخابية وأن يكون لديه الاستغناء المالي وكذلك ألا يكون من
أعضاء ومنتسبي أو المترشحين سابقا علي قوائم الحزب الوطني المنحل, وقمنا
بإنشاء مجمع انتخابي يضم من7 إلي11 شخصا من أمناء الحزب في المحافظات
بالإضافة إلي أمناء الحزب في الشياخات بناء علي معايير تم وضعها من قبل
الهيئة العليا للحزب, وقام أعضاء المجمع الانتخابي بإجراء انتخابات داخلية
لاختيار أنسب الأشخاص لضمان وجود إجماع وقبول لدي جميع المرشحين.
> هل الترشيح سيقتصر علي أعضاء حزب النور فقط؟
ـ الترشيح لن يكون مقصورا علي أعضاء الحزب فقط, وقد أعلنا علي الصفحة
الرسمية للحزب علي الفيس بوك عن فتح الباب أمام الراغبين للترشح علي قائمة
الحزب من غير أعضائه ممن يتفق معنا في الرؤية العامة والأهداف, وله شعبية
كبيرة في الشارع المصري وقام أعضاء المجمع الانتخابي باختيار أنسب الأشخاص
لخوض الانتخابات باسم حزب النور.
> ما موقف الحزب من ترشيح المرأة؟
ـ سيتم ترشيح نساء في كل القوائم وأكثرهن يمارسن العمل العام في الجمعيات
الخيرية, وكثير منهن أساتذة في الجامعة وشخصيات شغلت مواقع بارزة في
المجتمع.
> ما الدوائر التي ستركزون عليها؟
ـ بعد دخول العديد من الأحزاب علي قائمتنا أصبحنا قادرين علي المنافسة في
معظم الدوائر بكل المحافظات, وسوف نركز علي الإسكندرية والوجه البحري خاصة
كفر الشيخ ودمياط والبحيرة ومطروح نظرا للشعبية الكبيرة للتيار السلفي
إضافة إلي أن أمانات الحزب في هذه المحافظات تعمل بها بقوة وانتظام, بينما
ستكون المشاركة في القاهرة والوجه القبلي بنسبة أقل من الوجه البحري,
فكوادرنا في القاهرة ضعيفة إداريا وتعاني عدم اكتمال الكوادر, كما أنها
ميدان واسع ويحتاج إلي تكلفة عالية, أما الصعيد فالقبلية تسيطر إلي حد كبير
علي الانتخابات.
> هل سيخوض حزب النور الانتخابات بقوائم مشتركة؟
ـ لن ندخل في قوائم مشتركة وسنخوض الانتخابات بقائمة لحزب النور, ومبدأ
التنسيق مع الأحزاب والقوي السياسية الأخري وارد بشرط الترشيح علي قائمة
حزب النور, وأن يكون ذلك علي مستوي جميع دوائر الجمهورية وليس مقصورا علي
دائرة بعينها.
> هل هناك تنسيق مع الأحزاب الإسلامية؟
ـ بالطبع الاتفاق مع عدد من الأحزاب علي خوض الانتخابات علي قائمة حزب
النور منها أحزاب الأصالة السلفي والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة
الإسلامية والتوحيد العربي والعمل, وجار المفاوضات مع عدد من الأحزاب
الأخري إضافة لبعض الأحزاب الشبابية, التي تتفق معنا في المبادئ والأفكار
والأهداف, والتي لا تضم أحدا من المنتمين للحزب الوطني المنحل وألا يكون
ساهم في إفساد الحياة السياسية.
> هل تعتبر هذا التحالف نجاحا لكم؟
ـ بالطبع هذا نجاح لحزب النور حيث أنه استطاع احتضان العديد من الأحزاب
تحت قائمته برغم أن هذه هي أول تجربة لنا في الحياة السياسية.
> البعض يعتبر هذا التحالف موجها ضد التحالف الديمقراطي؟
ـ هذا التحالف ليس موجها ضد أحد وإنما الهدف منه إعطاء فرصة للأحزاب حديثة
التكوين والتي لم يسعفها الوقت لتكوين تشكيلات حزبية قوية ولديها شخصيات
متميزة لضمان وجود برلمان مصري قوي يستطيع قيادة مصر خلال المرحلة الحالية
وحماية توجهات البلاد في هذه المرحلة الحرجة.
> ما حقيقة الخلافات بينكم وبين الإخوان خاصة في الإسكندرية؟
ـ علاقتنا بالإخوان جيدة جدا, ولن يكون هناك خلاف أو تنازع معهم في
الانتخابات البرلمانية المقبلة, والخلافات إذا وجدت ستكون في إطار تنافس
وفي إطار أخلاقي, فالاختلاف بين المرشحين يتم داخل العائلة الواحدة وداخل
الحزب الواحد وهو أمر عادي.
> هل سيكون بينكم وبين الإخوان تنسيق؟
ـ لم يتم حتي الآن تنسيق ولكن من المؤكد أنه سيتم نوع من الترتيب بين المرشحين خاصة في المقاعد الفردية
> بعض التحالفات كالكتلة المصرية تم إنشاؤها لمحاربة التيار الإسلامي.. كيف سيتم مواجهتها؟
ـ الأحزاب المنضمة لهذا التحالف وجودها في الشارع محدود للغاية ووجودها
الأكثر في وسائل الإعلام, فهم يمتلكون آلة إعلامية ضخمة ولديهم تمويل هائل
وقدرات مالية لا حدود لها, ونحن نثق بأن الشارع هو الفيصل.. وأقول لهم: لكم
الإعلام ولنا الشارع.
> تعددت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية حتي وصلت لـ6 أحزاب.. ألا تري أنه كان من الأفضل اندماجها في حزب واحد قوي أو اثنين؟
ـ عقب الثورات وفترات القهر والاستبداد السياسي تنشأ فترة اندفاع شعبي
لتأسيس الأحزاب السياسية وشوهدت هذه الظاهرة في الدول التي تخلصت من
الأنظمة الاستبدادية, وبعد فترة تنحصر في4 أو5 أحزاب قوية, فنجد الأحزاب
ذات الأيديولوجية الواحدة تتوحد وتتجمع في أقوي حزب يمثل هذه الأيديولوجية,
وباقي الأحزاب تكون هامشية, وسيتوقف استمرار الأحزاب الإسلامية علي تمسكها
بأهدافها ورضا الشعب وتأييده لها.
> من أين تحصلون علي تمويل الحزب؟
ـ يعتمد تمويل الحزب علي اشتراكات وتبرعات الأعضاء.
> ومن أين سيتم تمويل الحملات الانتخابية لمرشحيكم؟
ـ من شروط قبول الترشيح علي قائمة حزب النور أن يتكفل المرشح بمصاريف
حملته الانتخابية, علي أن يقوم الحزب بدعمه بالمتطوعين لمساعدته في عملية
الدعاية, ومساعدته في حل مشاكل دائرته حيث قمنا بعمل قاعدة بيانات للمشكلات
التي تعاني منها المراكز والمحافظات المختلفة علي أن يتم عرضها علي لجان
متخصصة لبحث الحلول المقترحة, ويساهم المرشح بحلها بالاستعانة بلجان متخصصة
من الحزب.
> كيف ستواجهون ظاهرة البلطجة في الانتخابات القادمة؟
ـ الانتخابات ستتم علي ثلاث مراحل والمجلس العسكري ذكر أنه سيتم تأمينها
بكل قوة, وأطالب بأن يكون هناك لجان شعبية من كل الأحزاب لتأمين العملية
الانتخابية, وأطمع في استصحاب روح الثورة في أثناء الانتخابات.
> كيف سيتم مواجهة شراء الأصوات؟
ـ زيادة مساحة الدائرة الهائلة والإقبال الكبير علي الانتخابات سيجعل ظاهرة شراء الأصوات تنتهي من هذه الانتخابات.
> هل سنري فلول الوطني في البرلمان؟
ـ لا يمكن أن نخرج من ظلام دامس إلي وضح النهار في لحظة واحدة, فوجود الفلول وارد ولكن ليس بنفس النسبة.
> ما توقعك لشكل الحكومة المقبلة؟
ـ أتوقع أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب الحاصلة علي
تمثيل معتبر داخل مجلس الشعب, وليست علي أساس الأغلبية المطلقة.