لماذا ذهب الرئيس إلى الدوحة؟
الخميس، 2 ديسمبر 2010 - 21:59
مبارك مع ملك البحرين
يوسف أيوب
◄◄ إنهاء التوتر بين مصر وقطر.. ورسالة لإيران بأن أمن الخليج العربى امتداد لأمن مصر
أنهت جولة الرئيس مبارك الخليجية التى ضمت الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، مجموعة من الخلافات التى سيطرت على العلاقات المصرية القطرية منذ فترة، وجاءت نتيجة الجولة سريعة، فالهجوم الإعلامى الذى كانت تشنه قناة الجزيرة القطرية على مصر هدأت حدته، وبدأ المسؤولون المصريون فى الظهور المتتابع على شاشة القناة التى انفردت بتصريحات خاصة من مبارك أثناء تواجده فى الدوحة، وسبقه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون البرلمانية والقانونية الذى ظهر على شاشة قناة الجزيرة، بعد طول رفض أى مسؤول حكومى التعامل معها.
إنهاء الأزمات امتد لمجموعة من الملفات الإقليمية والثنائية الهامة، وعلى رأسها أوضاع العمالة المصرية فى قطر، التى تصل لحوالى 200 ألف عامل كان مستقبلهم معلقا على انفراجة فى العلاقات، وهو ما تحقق بعدما قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة للرئيس مبارك «نرحب بالمصريين ونعتبرهم أشقاءنا ونقف بجوارهم ونؤمنهم ونستفيد بخبراتهم وبعلمهم».
وكان من نتاج هذه الانفراجة أيضا الإعلان الرسمى عن دعم مصر للملف القطرى لاستضافة كأس العالم 2022، بعدما أبلغ الرئيس مبارك أمير قطر أن مصر تؤيد استضافة بلاده كأس العالم، وهو ما أكده سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى قال فى تصريحات نقلتها عنه وكالة رويترز إن مصر ستمنح صوت ممثلها فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى (الفيفا) لصالح ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، مشيرا إلى أن «موقفنا الداعم للملف القطرى يأتى على أساس أنه يمثل الدول العربية وقطر دولة عربية شقيقة وتربطنا بها علاقات قوية».
أحمد أبوالغيط وزير الخارجية قال إن «العلاقات المصرية القطرية ستكون علاقة بناءة وقوية تسعى ليس فقط لخدمة أهداف البلدين والشعبين، ولكن أيضا لتوسيع إطار العمل العربى المشترك.. فقطر دولة مهمة فى النظام العربى وأثبتت على مدى السنوات العشر الأخيرة أنها دولة مهمة فى إطار النظام العربى، ومصر هى الدولة الكبيرة فى هذا النظام وبدونها لا يوجد نظام، من هنا فإن العمل العربى والعمل القطرى - المصرى المشترك لهما فائدة، ولا شك فى تطوير هذا العمل إذا ما اتفقت قيادات البلدين ودبلوماسيتها على الظهور والنشاط والتعاون والبناء.. ولاشك أن الكثير من المسائل العربية، لا أقول سوف تلقى حلولا نهائية، ولكن أقول إن المساهمة الجادة لتهدئة الخواطر والتوصل إلى تسوية وإلى تحقيق استقرار ممكن جدا أن يتحقق من خلال عمل الطرفين».
نتائج الجولة لم تقتصر على عودة الوئام المصرى القطرى فقط فى قضية العمالة المصرية، أو هدوء قناة الجزيرة ومساندة مصر لملف قطر فى كأس العالم، وإنما حملت الجولة أيضا رسائل هامة لعدد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة لإيران التى تثير مشاكل عدة مع دولتين من الدول الثلاث التى شملتها الجولة، فإيران مازالت تحتل ثلاث جزر إماراتية، فضلا عن التصريحات المتكررة لبعض المسؤولين الإيرانيين بأن البحرين هى جزء من إيران
الرسالة التى حملتها زيارة مبارك كما قالها بنفسه: إن «الأمن فى الخليج العربى هو أمن لمصر، وإننا نضع فى اعتبارنا أن الخليج العربى امتداد لأمن مصر، وأمن مصر امتداد للخليج العربى، وكلاهما له أهمية قصوى بالنسبة لنا».
الاهتمام المصرى بالخليج يراه الوزير أحمد أبوالغيط أن مصر تؤكد استمرار النمو الحادث فى الخليج، والوقوف مع دوله فى تصديها لأى تهديدات على مستوى إقليم الخليج، وقال: «نؤكد أن مصر هى العمق لهذه الدول ونهتم بكل ما يؤدى إلى خير هذه الدول.. ولا تنسوا أنه يوجد فى دول مجلس التعاون ما يقرب من 2 مليون مصرى، أى أنها كتلة سكانية كبيرة للغاية نهتم بها أيضا لمصالحها، ومصر لديها اهتمام بجالياتها وأولادها.. وهذه الجاليات تقيم وتستضاف وتلقى كل الترحيب»، مؤكدا أن «أمن دول الخليج يأتى أولا، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها، ومصر تعى وتعلم أن هناك مشكلة لدى إيران فى علاقاتها بالعالم الغربى، ومصر ترى أن تسوية المشكلات الإيرانية الغربية يجب أن تتم من خلال التفاهم والعمل الدبلوماسى والسياسى، ويجب استبعاد العمل العسكرى والحرب، وإيران لها الحق فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وإيران جزء متكامل من معاهدة منع الانتشار النووى، وبالتالى يجب ألا تفكر إيران فى تطوير برنامجها لكى يتحول إلى برنامج نووى عسكرى.
فتحوله إلى برنامج نووى عسكرى يعنى الكثير من التهديدات.. ولا يجب السماح بالتدخلات الإيرانية فى الشأن الداخلى لدول الخليج. ونقول لإخوتنا فى إيران: إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات صحيحة فيجب أن يتوقفوا، ويجب أن يترك العراق فى حاله، ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب ألا تتعرض إيران للبحرين بأى شكل من الأشكال، وتجب إتاحة الفرصة للمجتمعات العربية أن تنمو وأن تتطور بعيدا عن أى أيد تحاول أن تستخدم هذه الدول وهذه البلاد العربية ككروت وأوراق فى تنافس بين إيران والقوى الغربية».
الخميس، 2 ديسمبر 2010 - 21:59
مبارك مع ملك البحرين
يوسف أيوب
◄◄ إنهاء التوتر بين مصر وقطر.. ورسالة لإيران بأن أمن الخليج العربى امتداد لأمن مصر
أنهت جولة الرئيس مبارك الخليجية التى ضمت الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، مجموعة من الخلافات التى سيطرت على العلاقات المصرية القطرية منذ فترة، وجاءت نتيجة الجولة سريعة، فالهجوم الإعلامى الذى كانت تشنه قناة الجزيرة القطرية على مصر هدأت حدته، وبدأ المسؤولون المصريون فى الظهور المتتابع على شاشة القناة التى انفردت بتصريحات خاصة من مبارك أثناء تواجده فى الدوحة، وسبقه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون البرلمانية والقانونية الذى ظهر على شاشة قناة الجزيرة، بعد طول رفض أى مسؤول حكومى التعامل معها.
إنهاء الأزمات امتد لمجموعة من الملفات الإقليمية والثنائية الهامة، وعلى رأسها أوضاع العمالة المصرية فى قطر، التى تصل لحوالى 200 ألف عامل كان مستقبلهم معلقا على انفراجة فى العلاقات، وهو ما تحقق بعدما قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة للرئيس مبارك «نرحب بالمصريين ونعتبرهم أشقاءنا ونقف بجوارهم ونؤمنهم ونستفيد بخبراتهم وبعلمهم».
وكان من نتاج هذه الانفراجة أيضا الإعلان الرسمى عن دعم مصر للملف القطرى لاستضافة كأس العالم 2022، بعدما أبلغ الرئيس مبارك أمير قطر أن مصر تؤيد استضافة بلاده كأس العالم، وهو ما أكده سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى قال فى تصريحات نقلتها عنه وكالة رويترز إن مصر ستمنح صوت ممثلها فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى (الفيفا) لصالح ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، مشيرا إلى أن «موقفنا الداعم للملف القطرى يأتى على أساس أنه يمثل الدول العربية وقطر دولة عربية شقيقة وتربطنا بها علاقات قوية».
أحمد أبوالغيط وزير الخارجية قال إن «العلاقات المصرية القطرية ستكون علاقة بناءة وقوية تسعى ليس فقط لخدمة أهداف البلدين والشعبين، ولكن أيضا لتوسيع إطار العمل العربى المشترك.. فقطر دولة مهمة فى النظام العربى وأثبتت على مدى السنوات العشر الأخيرة أنها دولة مهمة فى إطار النظام العربى، ومصر هى الدولة الكبيرة فى هذا النظام وبدونها لا يوجد نظام، من هنا فإن العمل العربى والعمل القطرى - المصرى المشترك لهما فائدة، ولا شك فى تطوير هذا العمل إذا ما اتفقت قيادات البلدين ودبلوماسيتها على الظهور والنشاط والتعاون والبناء.. ولاشك أن الكثير من المسائل العربية، لا أقول سوف تلقى حلولا نهائية، ولكن أقول إن المساهمة الجادة لتهدئة الخواطر والتوصل إلى تسوية وإلى تحقيق استقرار ممكن جدا أن يتحقق من خلال عمل الطرفين».
نتائج الجولة لم تقتصر على عودة الوئام المصرى القطرى فقط فى قضية العمالة المصرية، أو هدوء قناة الجزيرة ومساندة مصر لملف قطر فى كأس العالم، وإنما حملت الجولة أيضا رسائل هامة لعدد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة لإيران التى تثير مشاكل عدة مع دولتين من الدول الثلاث التى شملتها الجولة، فإيران مازالت تحتل ثلاث جزر إماراتية، فضلا عن التصريحات المتكررة لبعض المسؤولين الإيرانيين بأن البحرين هى جزء من إيران
الرسالة التى حملتها زيارة مبارك كما قالها بنفسه: إن «الأمن فى الخليج العربى هو أمن لمصر، وإننا نضع فى اعتبارنا أن الخليج العربى امتداد لأمن مصر، وأمن مصر امتداد للخليج العربى، وكلاهما له أهمية قصوى بالنسبة لنا».
الاهتمام المصرى بالخليج يراه الوزير أحمد أبوالغيط أن مصر تؤكد استمرار النمو الحادث فى الخليج، والوقوف مع دوله فى تصديها لأى تهديدات على مستوى إقليم الخليج، وقال: «نؤكد أن مصر هى العمق لهذه الدول ونهتم بكل ما يؤدى إلى خير هذه الدول.. ولا تنسوا أنه يوجد فى دول مجلس التعاون ما يقرب من 2 مليون مصرى، أى أنها كتلة سكانية كبيرة للغاية نهتم بها أيضا لمصالحها، ومصر لديها اهتمام بجالياتها وأولادها.. وهذه الجاليات تقيم وتستضاف وتلقى كل الترحيب»، مؤكدا أن «أمن دول الخليج يأتى أولا، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها، ومصر تعى وتعلم أن هناك مشكلة لدى إيران فى علاقاتها بالعالم الغربى، ومصر ترى أن تسوية المشكلات الإيرانية الغربية يجب أن تتم من خلال التفاهم والعمل الدبلوماسى والسياسى، ويجب استبعاد العمل العسكرى والحرب، وإيران لها الحق فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وإيران جزء متكامل من معاهدة منع الانتشار النووى، وبالتالى يجب ألا تفكر إيران فى تطوير برنامجها لكى يتحول إلى برنامج نووى عسكرى.
فتحوله إلى برنامج نووى عسكرى يعنى الكثير من التهديدات.. ولا يجب السماح بالتدخلات الإيرانية فى الشأن الداخلى لدول الخليج. ونقول لإخوتنا فى إيران: إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات صحيحة فيجب أن يتوقفوا، ويجب أن يترك العراق فى حاله، ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب ألا تتعرض إيران للبحرين بأى شكل من الأشكال، وتجب إتاحة الفرصة للمجتمعات العربية أن تنمو وأن تتطور بعيدا عن أى أيد تحاول أن تستخدم هذه الدول وهذه البلاد العربية ككروت وأوراق فى تنافس بين إيران والقوى الغربية».