السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخى المعلم :
كيف تساهم فى صناعة قادة المستقبل ؟
يجب على المعلمين أن يدركوا من البداية جوانب شخصية تلاميذهم
ويعملوا على تشذيب القيادية من بعض الصفات السالبة الهدامة كالتحكم في زملائهم والتعالي على الآخرين والأنانية وفرض الرأي والفكر. وأن ينمّوا فيهم الروح القيادية البناءة السليمة التي تهتم باحترام الذات والآخرين والثقة بالنفس وتحمل المسئولية والقدرة على الإدارة والتأثير الإيجابي على الآخرين.
ولكن المشكلة لا تكمن في هذه الهبة والصفات الفطرية وإنما في كيف يمكن للمعلم أن يستخرج أجمل وأحسن ما عند تلاميذه حتى يتأهلوا لدور القادة. لأن مهمة تربية وإعداد تلميذ يتميز بالسمات القيادية، له دور في مجتمعه الصغير والكبير تعتبر مهمة صعبة تواجه كل معلم متميز، فيمكن لكل معلم أن يصنع تلميذا عادياً وبدون مجهود يُذكر أما أن تكون الآمال معقودة لخلق شخصيات قيادية وفذة من التلاميذ فهذا يعتبر تحدياً كبيراًللمعلم المتميز.
من المهارات التي يجب أن يعمل عليها المعلمون هي تنمية القدرة على إبداء الرأي والتعبير عن الذات عند تلاميذهم وذلك بتوفير الاستقرار الأسري والأمان النفسي والعاطفي. وأن يكون المعلمون قدوة حسنة لأبنائهم في تحليهم بالصفات الحميدة كالصدق والأمانة وحب الناس وحب الخير لهم ومساعدتهم. ثم تربيتهم على تحمل المسئولية دون إرهاق كاهلهم وتحميلهم ما لا يطيقون، وتشجيعهم على الاشتراك في النشاطات الاجتماعية لاكتساب مهارة التفاعل و التواصل الهادف البناء مع أفراد المجتمع .
ومن أهم ما يمكن عمله أيضاً لغرس الصفات القيادية وقوة الشخصية لدى التلميذ هو تشجيع المعلمين له في كل خطوة يخطوها كي يصبح قائداً، ثم تعزيز ثقته بنفسه حتى يكتسب القدرة على الثبات وامتلاك المؤهلات الضرورية للحفاظ على هويته غير المنفصلة عن هوية مجتمعه وبذلك لا يكون تابعاً لأحد بل مستقلاً بشخصيته. ثم تعريفه أن لا شيء يمكن أن يحول بينه وبين مقدراته ومواهبه التي حباه الله بها.
ومن المهم كذلك لتنمية الشخصية القيادية للتلميذ هي وضع الأهداف نصب الأعين، وبما أن لكل تلميذ يطمح في أن يكون قائداً أهداف معينة وأحلام كبيرة فالخطوة التالية تكون في السعي لتحقيق هذه الأهداف بالتخطيط الذي يرتبط باحترام الوقت وعدم إهداره فيما لا ينفع. وعندما يتعود التلميذ على التخطيط في أشيائه الصغيرة يكون هذا هو ديدنه في حياته عموماً، ويجب أن نلفت نظر التلميذ أن الطريق نحو تحقيق الإنجازات ليس مفروشاً بالورود و الرياحين فقد تتعثر خطواته وقد يقع في أخطاء كثيرة ولكن المهم هو كيف يستفيد من أخطائه ويتحمل المصاعب التي قد تواجهه بالإصرار والعزيمة على تحقيق آماله. ذلك أن العمل علي إعداد تلميذ قائد يثق بنفسه ويتحدي العقبات التي تعترض طريقه هدف ضروري في تربية الجيل القادم القادر على التكيف مع مجتمعه و مواجهة تحديات عصره و متغيراته ...فهل من وقفة ؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته