الأحد، 9 يناير 2011 - 10:09
الشيخ رمضان عبد المعز إمام المركز الإسلامى بنيويورك
أجرت الحوار أمنية فايد
إنسان أعطاه الله من علمه الدينى ما يفيض، ولديه قدرة كبيرة على
الإقناع، بشوش، ويساهم بنسبة كبيره فى حل مشكلات الأسر المصرية قبل أن
تؤدى بهم إلى الطلاق، أسلم على يده عدد كبير من الأجانب فى أمريكا يحاول
إعطاء صورة حسنة المظهر عن الإسلام والمسلمين من خلال التعاليم الدينية
التى جاءت فى كتاب الله وسنة رسولنا الكريم والتى يعلمها للأجانب المسلمين
إنه الشيخ رمضان عبد المعز إمام المركز الإسلامى بنيويورك والذى كان معه
هذا الحوار.
بدأ الشيخ عب المعز حديثه قائلا من المعروف أن الدين الرسمى للولايات
المتحدة الأمريكية هو الدين المسيحى، وواقعيا الدين الثانى هناك هو الدين
الاسلامى ولكن للأسف نظرا لإقامة ثلاث أرباع المسلمين العرب بطريقه غير
شرعيه فعددهم غير محسوب على الدولة لذلك لا يوجد تعداد صحيح يحصد عدد
المسلمين فى أمريكا.
والجالية الإسلامية هناك تنقسم إلى قسمين المسلمين العرب والمسلمين
الأجانب، فإذا نظرنا إلى المسلمين الأجانب نجد أن الإسلام منتشر بصورة
واسعة المدى، ففى نيويورك لا أكون مبالغا إذا قلنا فى مدينة مانهاتن إذا
ذهب إليها أحد يوما ما وحان وقت الصلاة فسوف يجد مسجدا على بعد عشر شوارع
أو خمسة عشر شارع بالكثير من مكانه بالإضافة إلى مسجد فى الأمم المتحدة
وتقام فيه صلاة الجمعة، وبالنسبة لخطبة الجمعة ففى نيويورك – لأن أغلب
شعبها غيرعربى – فتقام فيه خطبة الجمعة باللغة الانجليزية، أما فى نيوجيرسى
– لأن أغلب شعبها عربى – فتقام خطبة الجمعة فيه باللغة العربية.
ولا ننكر أن المسلمين الأجانب هناك لهم الفضل الأكبر فى بناء هذه المساجد
وانتشارها بهذه الصورة والإسلام يزداد انتشارا يوما بعد يوم، ففى رمضان
الماضى فى مدينة مانهاتن كان كل يوم يأتى إلينا أخ جديد يدخل الإسلام
وبعدها بفترة بسيطة يأتى ومعه عشرة على الأقل من أقاربه وأصدقائه للدخول
معه فى الدين الاسلامى فأقدر شخص يمكن أن يجذب أقاربه إلى الدين الاسلامى
هو من بنى جنسهم فهو يعتبر لسان قومه، وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى مؤتمر
عام 2004 – كان المركز الاسلامى هو الراعى الرسمى لهذا المؤتمر – وكان يوجد
فيه عن كل ديانة سماويه نواب وجاء ليحضر المؤتمر شيخ الأزهر الحالى د.أحمد
الطيب بصفته رئيسا لجامعة الأزهر فى ذلك الوقت وكان كلا منا يتحدث عن دينه
من خلال الوضع الحالى للمجتمع وانتشار الإرهاب بين الشعوب وموقف الإسلام
من غيره من الأديان، وفجأه وجدنا رجلا أمريكيا مسلما يريد التحدث فقال (أنا
رجل أمريكى كنت مسيحى وأسلمت وحفظت القرآن وأصبحت إمام جامع وأنا أستطيع
أن أقول ما شاهدته من المسيحية وما شاهدته من الإسلام)، فهذا الشخص بكل
تأكيد كان له تأثير كبير على الحاضرين وجذبهم إلى الدين الإسلامى.
وعن أسباب انتشار الدين الاسلامى بهذه الصورة فى أمريكا يقول الشيخ رمضان:
أخشى أن يتخيل الناس أنى أذهب لكل بيت وأعرض عليه الإسلام لا يمكن أن أفعل
ذلك ولكن بحكم خبرتى هناك يوجد سببين أساسيين لهذا الانتشار: أولا وهو
العجيب أحداث 11 سبتمبر، فالجميع تخيلوا أن هذه الأحداث أثرت على إقبال
الأجانب على الدين الاسلامى بل بالعكس كانت من أهم العوامل المساعدة لدخول
الكثير إلى الإسلام – فالشعب الامريكى غير حكومته - فعموم الناس هناك لا
يتحدثون فى السياسة ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر بدءوا يسألون من فعل هذا بنا؟
فكانت الإجابة هى المسلمين وأنهم إرهاب فسألوا عن الدين وعندما عرفه
اقتنعوا به ودخلوه فيه، فوجوده دين وسطيه وسماحه وليست مبالغا عندما أقول
أن الكتب الإسلامية والصحف المترجمة إلى اللغة الانجليزية نفذت من المكتبات
فى هذه الفترة.
ثانيا أنا أعمل بهذه الطريقة على المستوى الشخصى فأنا لا أستطيع بشخصى نشر
الإسلام لأن مجال عملى وعلاقاتى محدودة فلا أستطيع التواصل مع الآخرين
فعندما أخطب ليوم الجمعة أجعل من كل مصلى شيخ وداعية إسلامى فى مكان عمله
وعلاقاته فانا أريد أن يرى المجتمع الأمريكى الإسلام من خلال المسلمين
الذين يصلون معانا.
وعن تأثير أحداث 11 سبتمبر على الجالية الإسلامية هنا يقول الشيخ رمضان:
كان الحدث مفاجأ للجميع فعلى مستوى المجتمع الامريكى انقسم إلى ثلاث فرق
وردود أفعال كل فرقة غير متوقعة فهناك مجموعة من الناس اندهشوا ولم
يتفاعلوا بشكل إيجابى أو سلبى وهناك جزء آخر من المجتمع انفعل بشدة وبصورة
سلبية فكلما شاهدوا مسلما فى الشارع كانوا يتعرضون له بالإيذاءات، وهناك
جزء آخر من المجتمع قرر أن يقرأ عن الدين الإسلامى وعن المسلمين، ومع كل ما
حدث للمسلمين العرب هناك إلا أننا نلتمس لهؤلاء الجانب الأعذار فالحدث كان
صادما بكل صورة ونحن نحمل تعازينا لإخواننا فى الإنسانية.
ولقد تسرعت الحكومة الأمريكية فى اتهام المسلمين دون أن يتحقق من الأمر،
والمركز الإسلامى قد أصدر بيانا بأنه (إن كان هذا الحدث صدر من مجموعة من
المسلمين فإننا ندين ذلك بشدة ونوضح أن هذا العمل منافى لتعاليم الإسلام)
فالإسلام أمرنا أن نحسن لغير المسلمين وأن نتعامل معهم بالبر والعدل فنحن
لا نؤذى أحد فرسولنا الكريم حثنا حتى فى أوقات الحرب قائلا "لا تقتل صغيرا،
لا تقتل شيخا، لا تقتل امرأة، لا تقطعوا شجرا" وهذا فى وقت الحرب المباح
فيه كل الحيل كما يقول الغير.
هل تقوم أحد الجهات بإيذاء من يدخل الإسلام؟
لا، ولكن هناك بعض القلق والخوف من انتشار الإسلام فى أمريكا من قبل بعض الإدارات دون التعرض بأذى للشخص المسلم.
ما هى الأسباب التى أدت إلى أخذ الغرب هذه الصورة السيئة عن الإسلام؟
هناك عدة أسباب ولكن من أهمها:
1. هناك طرف ثالث يريد أن تصل هذه الصورة المشوه إلى الدول الأوربية!؟ وهذا
الطرف مسيطر على أهم وسيلة من وسائل التواصل مع الآخرين وهى الإعلام، وكان
يجب علينا أن يكون لنا دور قوى من خلال مساحات فى بعض القنوات أو قنوات
خاصة بينا لتصحيح هذه الصورة.
2. الأقليات المسلمة الموجودة فى الدول الأجنبية أحيانا تقوم بتشويه صورة
الإسلام، فنجد أحد المسلمين فى الخارج غير ملتزم وغير أمين فهذا كله يعطى
صورة عنا للغرب والعكس صحيح إذا ظهرنا بصور مشرفة للإسلام فسوف تتغير هذه
النظر تماما.
3. لابد أن يكون للبعثات الدبلوماسية دور فيمكن على سبيل المثال التحاق أحد
علماء الدين أو شيخ من ضمن أعضاء السفارة بحيث يجيد لغة البلد المضيفة لهم
حتى يقوم الشيخ بتوضيح صورة الإسلام للعالم حتى تنقل صورة طيبة عنا إلى
الجمع.
ويقول الشيخ الغزالى فى هذا الشأن جملة مهمة جدا (إن انتشار الكفر فى
العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضٌوا الله إلى خلقه بسوء أقوالهم وسوء
صنيعهم) ومن هذا أستطيع أن أقول إن المسلمين مسئولون عن هذه النظرة بنسبة
110%، ولابد من أن نتفهم أنهم لا يعرفون شيئا عنا فنذهب إليهم ونعرفهم به
فالإسلام يطلب ولا يفرض.
أما عن الإساءة لرسونا الكريم يقول الشيخ عبد المعز: لها عدة أبعاد البعد
الأول يكمن فى عدم معرفة الآخرين برسولنا الكريم ولكنه يسىء إليه فى نفس
الوقت رغم أن المستشرقين من الغرب شهدوا له فيقول برنارد شو( لو أن محمد بن
عبدالله حى إلى وقتنا لحل مشاكل العالم أجمع وهو يحتسى قدحا من القهوة)
وكما قال مايكل مارت عندنا صنف العظماء وقال (العظماء مائة وعلى رأسهم محمد
ابن عبدالله) فالجميع شهدوا له فكيف أنت تسىء إليه!!
البعد الثانى هو التساؤل لماذا أسىء إلينا؟ فالإساءة إلى رسولنا هى إساءة
إلينا وهذا ما حذرنا منه الله تعالى فى قوله (فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب
ريحكم) هذا ما حدث لنا بالضبط تنازعنا ففشلنا فضاعت هيبتنا وكرامتنا فأسىء
إلينا، والسؤال الآخر هل فى الأمة الإسلامية من أخطأ قبل هذا الأجنبى فى
رسولنا الكريم؟ أقول لكم نعم يوم عصياننا لأمره نكون قد أساءنا إليه، يوم
ما تنازعنا فيما بيننا نكون قد أساءنا إليه بالفعل.
ولكى نعود إلى هيبتنا لابد من تكاتفنا حتى لا يستطيع هذا الطرف الآخر من التدخل فيما بيننا.
أما بالنسبة لحرق القرآن الكريم يشير الشيخ رمضان إلى أن هذا الفعل يدل على
إفلاس هؤلاء وذلك لأنهم إذا قاموا بإحصائية عن عدد من يدخل الإسلام يوميا
وعدد من يدخل المسيحية أو اليهودية للاحظوا الفرق الكبير.
بالإضافة لوجود القرآن الكريم عندنا وهو معجزة كل قرن فنجد فيه الإعجاز
العلمى والبلاغى والتاريخى والأدبى والعددى، وتشعر دائما أن معك شيئا ذا
قيمة ليس مع الآخرين مثله، وجميع الحقائق العلمية التى يتم اكتشافها الآن
نجدها موجودة فى القرآن الكريم من 14 قرن، فهم يشعرون بغيره من جانبنا،
وعندما يحرقه هل سوف يحرقه من الصدور والقلوب أيضا!؟ فهل أحد من غير
المسلمين يحفظ كتابه مثلنا ؟! فنحن لدينا أطفال لم يدخلوا الصفوف
الابتدائية ويحفظون القرآن كاملا والأعجب من ذلك أنك تجد أطفال وشباب ورجال
أجانب لا يتحدثون اللغة العربية ويحفظون كتاب الله كاملا باللغة العربية.
وهذه التصريحات لها تأثير بالغ الخطورة على الشعوب الإسلامية فردود الأفعال
غير محسوبة وغير متوقعة، لذلك نحن ننادى إخواننا فى الإنسانية ونقول لا
أحد يمس معتقد الآخر.
كيف ترى المسلمين فى مصر مقارنة بالمسلمين الأجانب؟
الأجانب أحسن ناس ممكن أن يطبقوا تعاليم الدين الإسلامى فالمسلم الأجنبى
مسلم كما قال القرآن والسنة النبوية فهم يحاولون جاهدين أن يتمسكوا بكل
تعاليم الدين الإسلامى.