الجمعة، 11 مارس 2011 - 09:54
لقاء شرف بالصحفيين
كتب محمد الجالى ـ تصوير عصام الشامى
لم يخلُ لقاء د.عصام شرف رئيس حكومة تسيير الأعمال مع رؤساء تحرير
الصحف المصرية والكتاب والمفكرين أمس الأربعاء، بمقر رئاسة مجلس الوزراء،
من بعض المواقف، فبينما طالب مصطفى بكرى رئيس تحرير الأسبوع بأن تحسم
الحكومة أمر رؤساء تحرير الصحف القومية بشأن بقائهم أو تغييرهم، لأن عدم
وضوح الرؤية فى هذا الإطار خلق نوعاً من عدم الاستقرار فى هذه المؤسسات،
على حد قوله؛ عقّب مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر، على كلام بكرى
بغضب، حيث قال موجهاً كلامه لرئيس الحكومة: "أنا بطمئن الزملاء فى الصحف
الخاصة إنى مش مستمر، وطلبت من د.عصام شرف تقديم استقالتى قبل اللقاء"، ثم
هم بالانصراف وهو فى أوج انفعاله، إلا أن "شرف" ود.يحيى الجمل وبعض الكتاب
طلبوا منه أن يكمل اللقاء، فى حين لم ينطق بكرى بكلمة على تصرف الدقاق.
الاجتماع الذى تجاوز وقت "شرف" بسبب الأسئلة التى انهالت عليه، بعد يوم
حافل من المقابلات، شهد أيضاً بعض القفشات المضحكة من جانب د.يحيى الجمل،
نائب رئيس الوزراء، الذى تحدث دون أن يلبس ثوب الفقيه الدستورى والمفكر
الكبير، وأخذ يعلق على كلمات الحاضرين ويداعبهم، داعماً حديثه بتجاربه
السابقة والأمثال التى ورثها عن الكبار، حيث داعب مجدى الجلاد رئيس تحرير
"المصرى اليوم" عندما قال: "أنا شغال عندى مجدى" فى إشارة إلى كونه أحد
كتاب "المصرى اليوم" الدائمين.
وتطوع د. سمير رضوان وزير المالية وقام بتدوين أسئلة الحاضرين الموجهة إلى "شرف" لتجميعها تمهيداً لإجابة رئيس الحكومة عليها.
"شرف" الذى بدأ حديثه مطالباً الحاضرين بضرورة توعية المواطنين، لم يخف
قلقه على مستقبل البلد، وظهر على وجهه حجم المأساة التى تعيشها مصر فى
الوقت الراهن، وتخوفه من كارثة قادمة ستأكل الأخضر واليابس لو لم تنته
الاحتجاجات والاعتصامات بسبب المطالب الفئوية وعدم دوران عجلة الإنتاج.
أصر"شرف" على توصيل رسالة مفادها أن الوضع "خطير جداً"، وأن هناك أيادٍ
تعبث بأمن مصر واستقرارها، وتغذى لهيب الفتة الطائفية، وتدفع بالبلاد إلى
مستقبل مجهول، ولم يستبعد تورط دول خارجية فى دعم هذا الاتجاه لتحجيم مصر
التى "يقلق"-بحسب وصفه-استقرار وضعها وانتعاش اقتصادها القاصى قبل الدانى،
وهنا التقط "الجمل" طرف الحديث من "شرف"، مؤكداً كلامه بعبارة للملك عبد
العزيز آل سعود، الذى كان يقول لأبنائه وأحفاده باللهجة السعودية: "ديروا
بالكم، مصر لا تطيح.. إذا مصر طاحت طحنا جميعاً، والتى تعنى بالمصرية:
"خدوا بالكم مصر لا تنهار وإذا انهارت انهرنا جميعاً".
واتهم "الجمل" فلول نظام الرئيس السابق حسنى مبارك بالوقوف خلف الثورة
المضادة، واصفاً إياها بالعقول "المظلمة"، مؤكداً على أن الحكومة لديها
قائمة ببعض هذه الأسماء التى تغذى الفوضى والطائفية والبلطجة فى مصر.
أما اللواء منصور العيسوى الذى بمجرد أن أنهى كلمته، وأراد أن يهم
بالانصراف لارتباطه بزيارات لأقسام الشرطة، ورصد الحالة الأمنية فى البلاد،
حاصره الصحفيون والكتاب بسيل من الأسئلة المتعلقة بجهاز أمن الدولة وعمل
"الداخلية" فى المرحلة المقبلة، فاضطر للمكوث لحوالى ساعة كاملة حتى يجيب
على أسئلة الحاضرين.
عبد الله كمال، فى آخر لقاء رسمى له كرئيس تحرير لـ"روز اليوسف" بدا عليه
الترقب والغضب، ووجه سؤالاً لـ"شرف" ممزوجاً بحدة وأنفة، حول علاقة رئيس
الوزراء بالدكتور محمد البرادعى المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة،
فى ضوء التأكيد على ترشيح الأخير لاسم "شرف" لرئاسة الحكومة فى اجتماعه
بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
أجاب "شرف" على سؤال "كمال" بهدوء معتاد، قائلاً: "علاقتى بالبرادعى لا
تتعدى بوكيه ورد، ولو كان اسمى طُرح فمن خلال ميدان التحرير وده شرف لى"،
لكن "كمال" لم ينتظر حتى نهاية اللقاء، وترك مقعده خالياً، خصوصاً بعد أن
أعلن "الجمل" أن التغييرات الصحفية قريبة فى روز اليوسف ودار الهلال ودار
التحرير.
خالد إمام رئيس تحرير "المساء" طالب بدوره بتخصيص وزارة لتنمية سيناء، لكن
اللافت هو مطلب إمام بوزارة خاصة للنيل، وهنا همهم بعض الحاضرين، فى حين
سخر البعض الآخر من كلمة إمام، وأخبروه بأن وزارة الرى تقوم بهذه المهام!
وتخوفت فريدة النقاش رئيس تحرير "الأهالى" من الثورة المضادة ومخاطرها التى
يمكن أن تركز جهدها فى إعادة إنتاج النظام القديم، عن طريق التعديلات
الدستورية، التى تجاهلت مناقشة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكعادته، عقّب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، بحدة، قائلا: "إن
الثورة حددت أهدافها بكل وضوح.. من يقول إن هناك ثورة مضادة "كاذب".. ما
تخوفوناش ببعبع مش موجود.. ده الرئيس السابق مش لاقى له محام يدافع عنه".
وأكد مكرم أن الفوضى سببها عدم وجود برنامج واضح، وقال إن الحل يتمثل فى
إجراءات حاسمة ومحاكمات سريعة وعاجلة لهؤلاء "البلطجية"، مناشداً الحكومة
والمجلس العسكرى بمد المرحلة الانتقالية لسنة.
واقترح خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع" تحفيز المجتمع المدنى ومؤسسات
الدولة لملء الفراغ الأمنى، فى حماية المنشآت الخدمية مثل المدارس
والمستشفيات، وقال إننا نحتاج إلى دور المجتمع المدنى فى حماية البورصة عن
طريق التبرعات.
أشاد "صلاح" بدور الإعلام عقب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بداية
العام الجارى، عندما اجتمعت القنوات الفضائية المصرية فى بث حى مشترك من
أمام الكاتدرائية لوأد الفتنة وإرساء التعايش بين المسلمين والأقباط،
متسائلاً: لماذا لا نواجه هذه التظاهرات والمليونيات برسالة تتكاتف فيها
الصحافة مع التليفزيون والراديو عن طريق الوجوه المؤثرة من رجال الدين
والسياسة، الذين يتمتعون بقبول وصدى لدى الرأى العام؟
لقاء شرف بالصحفيين
كتب محمد الجالى ـ تصوير عصام الشامى
لم يخلُ لقاء د.عصام شرف رئيس حكومة تسيير الأعمال مع رؤساء تحرير
الصحف المصرية والكتاب والمفكرين أمس الأربعاء، بمقر رئاسة مجلس الوزراء،
من بعض المواقف، فبينما طالب مصطفى بكرى رئيس تحرير الأسبوع بأن تحسم
الحكومة أمر رؤساء تحرير الصحف القومية بشأن بقائهم أو تغييرهم، لأن عدم
وضوح الرؤية فى هذا الإطار خلق نوعاً من عدم الاستقرار فى هذه المؤسسات،
على حد قوله؛ عقّب مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر، على كلام بكرى
بغضب، حيث قال موجهاً كلامه لرئيس الحكومة: "أنا بطمئن الزملاء فى الصحف
الخاصة إنى مش مستمر، وطلبت من د.عصام شرف تقديم استقالتى قبل اللقاء"، ثم
هم بالانصراف وهو فى أوج انفعاله، إلا أن "شرف" ود.يحيى الجمل وبعض الكتاب
طلبوا منه أن يكمل اللقاء، فى حين لم ينطق بكرى بكلمة على تصرف الدقاق.
الاجتماع الذى تجاوز وقت "شرف" بسبب الأسئلة التى انهالت عليه، بعد يوم
حافل من المقابلات، شهد أيضاً بعض القفشات المضحكة من جانب د.يحيى الجمل،
نائب رئيس الوزراء، الذى تحدث دون أن يلبس ثوب الفقيه الدستورى والمفكر
الكبير، وأخذ يعلق على كلمات الحاضرين ويداعبهم، داعماً حديثه بتجاربه
السابقة والأمثال التى ورثها عن الكبار، حيث داعب مجدى الجلاد رئيس تحرير
"المصرى اليوم" عندما قال: "أنا شغال عندى مجدى" فى إشارة إلى كونه أحد
كتاب "المصرى اليوم" الدائمين.
وتطوع د. سمير رضوان وزير المالية وقام بتدوين أسئلة الحاضرين الموجهة إلى "شرف" لتجميعها تمهيداً لإجابة رئيس الحكومة عليها.
"شرف" الذى بدأ حديثه مطالباً الحاضرين بضرورة توعية المواطنين، لم يخف
قلقه على مستقبل البلد، وظهر على وجهه حجم المأساة التى تعيشها مصر فى
الوقت الراهن، وتخوفه من كارثة قادمة ستأكل الأخضر واليابس لو لم تنته
الاحتجاجات والاعتصامات بسبب المطالب الفئوية وعدم دوران عجلة الإنتاج.
أصر"شرف" على توصيل رسالة مفادها أن الوضع "خطير جداً"، وأن هناك أيادٍ
تعبث بأمن مصر واستقرارها، وتغذى لهيب الفتة الطائفية، وتدفع بالبلاد إلى
مستقبل مجهول، ولم يستبعد تورط دول خارجية فى دعم هذا الاتجاه لتحجيم مصر
التى "يقلق"-بحسب وصفه-استقرار وضعها وانتعاش اقتصادها القاصى قبل الدانى،
وهنا التقط "الجمل" طرف الحديث من "شرف"، مؤكداً كلامه بعبارة للملك عبد
العزيز آل سعود، الذى كان يقول لأبنائه وأحفاده باللهجة السعودية: "ديروا
بالكم، مصر لا تطيح.. إذا مصر طاحت طحنا جميعاً، والتى تعنى بالمصرية:
"خدوا بالكم مصر لا تنهار وإذا انهارت انهرنا جميعاً".
واتهم "الجمل" فلول نظام الرئيس السابق حسنى مبارك بالوقوف خلف الثورة
المضادة، واصفاً إياها بالعقول "المظلمة"، مؤكداً على أن الحكومة لديها
قائمة ببعض هذه الأسماء التى تغذى الفوضى والطائفية والبلطجة فى مصر.
أما اللواء منصور العيسوى الذى بمجرد أن أنهى كلمته، وأراد أن يهم
بالانصراف لارتباطه بزيارات لأقسام الشرطة، ورصد الحالة الأمنية فى البلاد،
حاصره الصحفيون والكتاب بسيل من الأسئلة المتعلقة بجهاز أمن الدولة وعمل
"الداخلية" فى المرحلة المقبلة، فاضطر للمكوث لحوالى ساعة كاملة حتى يجيب
على أسئلة الحاضرين.
عبد الله كمال، فى آخر لقاء رسمى له كرئيس تحرير لـ"روز اليوسف" بدا عليه
الترقب والغضب، ووجه سؤالاً لـ"شرف" ممزوجاً بحدة وأنفة، حول علاقة رئيس
الوزراء بالدكتور محمد البرادعى المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة،
فى ضوء التأكيد على ترشيح الأخير لاسم "شرف" لرئاسة الحكومة فى اجتماعه
بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
أجاب "شرف" على سؤال "كمال" بهدوء معتاد، قائلاً: "علاقتى بالبرادعى لا
تتعدى بوكيه ورد، ولو كان اسمى طُرح فمن خلال ميدان التحرير وده شرف لى"،
لكن "كمال" لم ينتظر حتى نهاية اللقاء، وترك مقعده خالياً، خصوصاً بعد أن
أعلن "الجمل" أن التغييرات الصحفية قريبة فى روز اليوسف ودار الهلال ودار
التحرير.
خالد إمام رئيس تحرير "المساء" طالب بدوره بتخصيص وزارة لتنمية سيناء، لكن
اللافت هو مطلب إمام بوزارة خاصة للنيل، وهنا همهم بعض الحاضرين، فى حين
سخر البعض الآخر من كلمة إمام، وأخبروه بأن وزارة الرى تقوم بهذه المهام!
وتخوفت فريدة النقاش رئيس تحرير "الأهالى" من الثورة المضادة ومخاطرها التى
يمكن أن تركز جهدها فى إعادة إنتاج النظام القديم، عن طريق التعديلات
الدستورية، التى تجاهلت مناقشة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكعادته، عقّب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، بحدة، قائلا: "إن
الثورة حددت أهدافها بكل وضوح.. من يقول إن هناك ثورة مضادة "كاذب".. ما
تخوفوناش ببعبع مش موجود.. ده الرئيس السابق مش لاقى له محام يدافع عنه".
وأكد مكرم أن الفوضى سببها عدم وجود برنامج واضح، وقال إن الحل يتمثل فى
إجراءات حاسمة ومحاكمات سريعة وعاجلة لهؤلاء "البلطجية"، مناشداً الحكومة
والمجلس العسكرى بمد المرحلة الانتقالية لسنة.
واقترح خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع" تحفيز المجتمع المدنى ومؤسسات
الدولة لملء الفراغ الأمنى، فى حماية المنشآت الخدمية مثل المدارس
والمستشفيات، وقال إننا نحتاج إلى دور المجتمع المدنى فى حماية البورصة عن
طريق التبرعات.
أشاد "صلاح" بدور الإعلام عقب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بداية
العام الجارى، عندما اجتمعت القنوات الفضائية المصرية فى بث حى مشترك من
أمام الكاتدرائية لوأد الفتنة وإرساء التعايش بين المسلمين والأقباط،
متسائلاً: لماذا لا نواجه هذه التظاهرات والمليونيات برسالة تتكاتف فيها
الصحافة مع التليفزيون والراديو عن طريق الوجوه المؤثرة من رجال الدين
والسياسة، الذين يتمتعون بقبول وصدى لدى الرأى العام؟