الثلاثاء، 5 أبريل 2011 - 13:01
جانب من ندوة "الإسلام و السياسة و الحوار مع الآخر"
كتب لؤى على
وصف الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، وعضو حزب
التحرير المصرى، الداعين والقائمين بهدم الأضرحة بأنهم "بلطجية"، وليسوا
سلفية، محذراً من الدخول فى حرب أهلية بين الصوفية، ومن يطلق عليهم سلفية
فى حال التمادى فى الهجوم على أضرحة أولياء الله الصالحين، مطالباً الجيش
والشرطة التدخل بقوة، مشيراً إلى أن آل البيت هم قدوتنا، ولا يمكن لأحد أن
يزيل القدوة من الوجود كله، مؤكداً أن كل البشر سلفية فالبوذيون واليهود
والمسيحيون والمسلمون سلفيون لأنهم استقرءوا ديانتهم من سلفهم، وأن الجيل
الحالى هم الخلف وليس السلف، مضيفاً أن من يتقول على أن الصوفيين دراويش
وعباد قبور فهو خاطئ، فالمنهج الصوفى هو قمة الزهد والتدين وصفاء الروح،
مؤكداً أن الصوفيين لهم تاريخ كبير وأصحاب شأن سياسى، ومن أمثال ذلك العز
بن عبد السلام، فهو من ساند قطز وجعله قائداً، والإمام عبد الرحيم القنائى،
وسيدى عبد القادر الجيلانى، فكانوا هم من يسيسون الأمور لمساعدة الحكام فى
حروبهم ضد الأعداء.
وأضاف أبو العزائم، أن الأزهر الشريف هو المنارة التى يشع منها نور الإسلام
الصحيح والوسطى المعتدل، وانتقد شيخ العزميين ثورة 52 قائلاً إن تلك
الثورة قام بها عصابة أطلقوا على أنفسهم الضباط الأحرار، واتخذوا كل الشعب
عبيداً لهم، فأفسدوا التعليم والحياة العامة فى مصر، مؤكداً أن انهيار مصر
بدأ منذ ذلك الوقت، وأن نهاية ذلك العصر كان فى عصر حسنى مبارك، مؤكداً أنه
لأول مرة يشعر أنه حر، وأن عصر الذل والمهانة قد انتهى بلا رجعة، موضحاً
أن ثورة 25 يناير تعد أول ثورة فى تاريخ مصر منذ 7 آلاف سنة تقوم بخلع
حاكم.
وأكد أبو العزائم خلال ندوة "الإسلام والسياسة والحوار مع الآخر"، التى
عقدت بعد صلاة المغرب أمس، الاثنين، والتى أعقبها الإعلان عن حزب التحرير
المصرى، والذى يعد من مؤسسيه ويرأسه الدكتور إبراهيم زهران، أنه كان يرفض
دخول الصوفيين لعبة السياسة، لكن بعد أن رأى تعاطف الإعلام مع الإخوان
والسلفيين، رأى أنه من الممكن أن يضيع التصوف والصوفية، لذلك قرر الدخول مع
زهران فى حزبه الجديد.
وفى بداية اللقاء تم عرض فيلم لمدة 46 دقيقة بعنوان "انتفاضة الحرمين"، عرض
خلاله بعض دعوات الوهابين بهدم القبة الخضراء قبر الرسول، وإخراج جسده
خارج المسجد النبوى، وكيف تمت عملية طمس بيت الرسول بمكة المكرمة وتحويله
إلى مراحيض عامة، كما تم طمس 300 أثر نبوى آخر، كما كشف الفيلم عن وجود
آراء فقهية لمحمد بن عبد الوهاب بذلك، والشيخ ابن تيمية بضرورة هدم قبر
الرسول حينما تتاح الفرصة لذلك.
الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، أعلن أنه بكى عند رؤيته ذلك
الفيلم، مؤكداً أن الداعين لإخراج جسد الرسول من المسجد النبوى، ليسوا
بشراً ولكنهم شىء آخر غير الإنسان، مؤكداً أن هؤلاء غير مسلمين، مشيراً إلى
أن علماء الأرض كلهم زاروا الروضة الشريفة، وتشفعوا بالنبى صلى الله عليه
وسلم، مضيفاً أن الله سيقتص للرسول ولآل البيت، مشيرا إلى أن الإسلام كله
سياسة، فالرسول أقام دولة تدرس فى جميع الكليات السياسية فى العالم بدراسة
مقومات الدولة من الرسول، مؤكداً أن الإسلام دين بناء وليس "هدم"، منتقداً
من وصف الاستفتاء بأنه غزوة الصناديق والمطالبة بخروج كل من لا يرغب فى
ذلك، قائلاً رداً عليه "هى بلد أبوهم أين كانوا هؤلاء أيام الثورة؟".
من جانبه، قال الدكتور أحمد السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه عمل فى
جامعة أم القرى بالسعودية، وعلم جميع خبايا الوهابيين، وأنه ألف فيهم 100
كتاب يفضحهم فيه، مضيفا أنه بعد ازدياد حالات الاعتداء على الأضرحة، أرسل
إلى أهله فى الصعيد لإرسال رشاش آلى له بجانب ما لديه من طبنجات، لكى يقتل
بها كل من يهاجم ضريحاً.
قال الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصرى، إن يوم 25 يناير كان
مشيئة إلهية وإرادة بشرية لكن المشيئة كانت مقدمة منتقدة السلفيين، قائلا
إن هؤلاء أشبه بأناس آتوا من الكهف، مؤكداً أن الثورة مستمرة حتى تحقق كافة
مطالبها، مشيراً إلى أن الفكرة الرئيسية للحزب تقوم على التسامح مع
الآخرين، وأن الحزب بفضل الصوفية والأشراف سيكون له شأن.