نيويورك تايمز: قوة السلفيين تفرض تحديات جديدة للإخوان المسلمين السبت، 30 يوليو 2011 - 10:36
مليونية لم الشمل
كتبت ريم عبد الحميد
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالمظاهرة المليونية التى
شهدها ميدان الحرير أمس الجمعة، وقالت تحت عنوان "الإسلاميون تدفقوا إلى
ميدان التحرير فى استعراض للقوة"، إن عشرات الآلاف من الإسلاميين فى مصر قد
تدفقوا إلى ميدان التحرير يدعون إلى إقامة دولة تلتزم بالقوانيين الدينية
الصارمة، وقدموا استعراضاً مقنعاً لقوتهم فى بلد مضطرب، مما يظهر بوادر
انقسامات عميقة ومؤشرات متزايدة على الاستقطاب.
ومضت الصحيفة فى القول إن شكل مصر بعد خمسة أشهر من الثورة لا يزال غير
محدد بشكل واضح، وطالما كان الإسلاميون هم أفضل القوى السياسية تنظيما فى
هذا البلد المحافظ دينياً، ويتكهن بعض النشطاء بأن استعراضهم للقوة سيكون
بمثابة ضربة قوية للقوى العلمانية التى ساعدت على بدء الثورة لكنها لا تزال
منقسمة وغير مؤثرة إلى حد كبير وغير مستعدة على الإطلاق للانتخابات
القادمة، فى حين يتكهن آخرون أن هذا الاستعراض ربما يجبر الجماعات على
التواجد فى البلد الذى تقلص فيه توهج الوحدة بعد سقوط الرئيس مبارك فى
فبراير الماضى، فى ظل تبادل الاتهامات بشأن وتيرة التغيير ونمطه وجوهره.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشعار الشعبى فى مليونية الجمعة كان "إسلامية ..
إسلامية، لا علمانية ولا ليبرالية"، وأضافت أن عدد الإسلاميين الذين شاركوا
فى المظاهرة بميدان التحرير أمس، وخاصة السلفيين، تمثل الإعلان الأكثر
حسماً على أنهم يمثلون قوة هائلة فى الحياة السياسية المصرية، وهم فى حالة
صعود مستمر منذ الثورة، مما أدهش ووتر النشطاء العلمانيين والليبراليين،
وفرض تحديات جديدة أمام جماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن أحد السلفيين المشاركين فى المظاهرة قوله إن الأمر بسيط،
إننا أقوى من أى قوى أخرى فى البلد وقد أوضحنا هذا من خلال المظاهرة.
وعلى الرغم من أن المظاهرة كانت سلمية، إلا أن النشطاء العلمانيين
القليليين الذين حضروا، زعموا أنه تم إسكاتهم، والبعض قالوا إنه تم إخراجهم
من الميدان، وأغلبهم قرر مقاطعة الحدث احتجاجاً على لهجة المظاهرة
وتنازلوا عن الميدان لصالح القوى الدينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مليونية "لم الشمل" كانت واحدة من أكبر المظاهرات منذ
الثورة، لكن لا يوجد المزيد من التشابهات بينها وبين مظاهرات يناير،
فدعوات الوحدة الوطنية والتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين تراجعت
لتفسح المجال أمام شعارات دينية مألوفة، ومطالب بأن تلتزم مصر بالشريعة
الإسلامية.
من ناحية أخرى، تقول نيويورك تايمز إنه فى ظل تعمق حالة الانقسام يتساءل
البعض عما إذا كان الإخوان المسلمون، الذين لا يزالون الأفضل تنظيما،
سيقفون بجوار القوى الأكثر محافظة أم أنهم سيسعون إلى أن يكونوا جسراً إلى
العلمانيين والليبراليين. بعض النشطاء الليبراليين قالوا إن هناك عناصر
داخل الجماعة حاولت التوسط بين الأطراف المتعارضة حتى صباح الجمعة لكنها
فشلت.
ويرى مايكل وحيد حنا، من مؤسسة القرن الأمريكى بنيويورك أن بعض خطوط
الانقسام بين القوى السياسية قد أصبحت أوضح، وسيكون هناك مزيد من الضغوط
على الإخوان لتوضيح موقفهم. فهناك ضغوط مفروضة عليهم تتعلق بتحديد من هم
وموقفهم من العملية السياسية.