دفع اتساع أعمال العنف التي تشهدها العاصمة البريطانية لندن بالمئات من
سكانها إلى تشكيل لجان دفاع ذاتي في الشوارع، على غرار ما حدث في تونس ومصر إبان ثورتهما.
وفي حي إنفيلد شمال لندن الذي شهد اضطرابات في الليالي الماضية، جاب نحو
200 من السكان الحي لحراسة الشوارع. وتبين من شريط فيديو هواة بث اليوم
مجموعة من100 شخص كانت تردد "إنجلترا، إنجلترا، إنجلترا" في أحد شوارع
إنفيلد.
وفي حيي هاكني وكنتيش تاون بشمال لندن، وقف تجار -غالبيتهم من الأتراك- يحرسون دكاكينهم بأسلحة بسيطة.
وقد شهدت الليلة قبل الماضية وفجر أمس أحداث شغب وأعمال سلب ونهب،
وأحرقت مبان ومتاجر كبرى في أحياء مثل بيكام وكرويدون في الجنوب وإيلينغ في
الغرب وهاكني في الشرق.
واقتحم شباب يرتدون ملابس ذات أغطية للرأس ويضعون أقنعة، المراكز التجارية الكبرى ونهبوا كل ما تطاله أيديهم.
وجرى تطويق منطقة هاكني شرقي لندن بعدما حطم عدد من الشباب -مسلحين
بمضارب البيسبول- نوافذ المتاجر، كما أضرمت النار في بعض العربات في حي
لويشام، وتعرضت حافلة ومحل تجاري في بيكام إلى إشعال النار أيضا.
وانتشرت أعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة حيث أشعلت النار في مبنى تجاري ضخم.
كما أضرمت النيران في متجر للتجهيزات الرياضية في حي بريكستون جنوبي
لندن، بينما تعرضت المحلات المجاورة له للسرقة، وتواردت أنباء عن اندلاع
اضطرابات في مناطق إنفيلد ووالتهامستو وأجزاء أخرى من العاصمة البريطانية.
وجابت دوريات الشرطة الشوارع، ومع استمرار التوتر تبحث الشرطة حاليا
استخدام الأعيرة البلاستيكية ضد مثيري الشغب في العاصمة للمرة الأولى من
نوعها.
وقد أحجمت الشرطة في لندن عن استخدام أسلحة نارية أو
أسلحة للتحكم في مثيري الشغب واحتوائهم على مدار الأيام الأربعة الماضية،
لكنها توصلت إلى ضرورة استخدام إجراءات أشد قسوة لإخماد المظاهرات.
وقد نشر نحو 60% من إجمالي قوة الشرطة بالمملكة المتحدة في لندن، وهو
رقم قياسي حيث سينتشر قرابة 16 ألف شرطي في العاصمة على مدار الساعات الـ24
القادمة. وتم اعتقال مئات المتظاهرين الليلة قبل الماضية بعد أعمال عنف
ونهب وتخريب في جميع أنحاء لندن.
وأعلنت سكتلند يارد عن اعتقال 334 شخصا وجهت إلى 69 منهم اتهامات رسمية
على خلفية أعمال العنف في لندن، مشيرة إلى أن الهجمات يتم تنسيقها عبر
الهاتف المحمول.
وفي مدينة برمنغهام بدأت حملات اعتقال إثر اندلاع أعمال شغب، ونشرت
السلطات 1700 شرطي إضافي لمواجهتها ووقف عمليات النهب، بينما استمرت حملات
الاعتقال.