كتب - عمر عطية
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن إسرائيل قدمت للمجلس العسكري في مصر
أدلة مصورة وتسجيلات صوتية تكشفت عن قيام "مخربين" مصريين تابعين لجماعات
إسلامية متطرفة بتنفيذ الهجوم الإرهابي الذي وقع منذ أيام على الحدود
المشتركة بين البلدين بالقرب من سيناء وأسفر عن توتر شديد في العلاقات خاصة
بعد استشهاد 5 عسكريين مصريين.
وأكدت أن هناك 3 جثث لمصريين شاركوا في تنفيذ الهجوم ضد إسرائيل
الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنهم ينتمون لتنظيم الجهاد الإسلامي المتطرف
وأنهم على علاقة بتنظيمات مسلحة في غزة وسيناء.
وأوضحت أن رئيس شعبة التخطيط بالأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء
أمير أشيل عرض على المجلس العسكري المصري خلال زيارته القاهرة بداية
الأسبوع تفاصيل التحقيق التي أجريت في إسرائيل حول هجوم سيناء، مؤكداً له
أن إسرائيل فعلت كل ما تستطيع من أجل عدم إصابة الجنود المصريين.
وقالت الصحيفة إن "تفاصيل من هذا التحقيق تم نشرها الآن فقط، حرصاً من
إسرائيل على عدم إحراج مصر"!، مشيرة إلى أن التحقيق يؤكد أن عدد من
المخربين هربوا من السجن المصري واشتركوا مع غزاويين وبدويين، وأن هناك
أدلة موثقة وتسجيلات تؤكد أن قائد المنطقة الجنوبية اللواء روس مؤأعطى
تعليمات شخصية بتجنب إطلاق النار على المصريين.
وأشارت إلى أن من هذه الأدلة يظهر بكل وضوح أنه خلافاً للمزاعم التي
نشرتها وسائل الإعلام المصرية، فإن طائرة الهجوم التابعة للجيش الإسرائيلي
امتنعت عن مهاجمة سيارات الجيب التابعة للجيش المصري التي وصلت المخفر في
المنطقة الحدود أو بجنود النقطة الأمنية.
وأضافت: خلال الأفلام التي صورتها الطائرات يظهر بوضوح كيف أنها كانت،
الطائرات، تحول اتجاه النيران بعيداً عن السيارات الجيب والجنود المصريين
باتجاه أراضي مفتوحة بالقرب من النقطة المصرية، التي تم إطلاق النار عليها
من قبل قناصة المخربين. وبعد وقت قصير، أطلق المخربون،الذين تركزوا على بعد
عشرات المترات من النقطة المصرية، قذيفة آر بي جي صوب أحد الطائرات،
وأطلقوا نيران الرشاشات عليها.
وأكدت "يديعوت" أن التحقيق يظهر أن الجنود المصريين ميزوا حضور المخربين
بالقرب منهم قبل الهجوم، ولكن لم يفعلوا شئ، فقط في مرحلة متأخرة جداً في
ساعات المساء الأولى خرج ضابط وعدداً من الجنود المصريين باتجاه المخربين
الذين قنصوا قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة قرب المخفر المصري، على ما
يبدو بهدف لوقف النار. ولكن المخربين، الذين كانوا يرتدون ملابس تشبه ملابس
الجيش المصري، رفضوا.
وتقول التحقيقات، حسب الصحيفة، يحتمل أنه في هذه المرحلة، عندما أصبح
الجنود المصريون والمخربون متداخلون بعضهم البعض، تم إصابة الجنود المصريين
من رصاص قوات الجيش الإسرائيلي أو من رصاص المخربين، مطالبة السلطات
المصرية بضرورة تشريح الجثث التي لديها حتى يتم التأكد من الذي قتل
العسكريين المصريين!
وتشير الصحيفة إلى أت هذه الحقائق، كانت معلومة لدى الجيش الإسرائيلي
منذ أكثر من أسبوع، ولكن تم اتخاذ قراراً بعدم نشرها حتى لا يتم إحراج
الجيش المصري وحتى لا يؤدي إلى الأمر إلى وجود خلاف علني يتم نشره في
الإصدارات، التي كانت ستزيد الغضب في الشارع المصري بصورة كبيرة جداً. ولكن
مثل هذه الحقائق تم نقلها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر الذي
دعا ممثل الجيش الإسرائيلي اللواء أمير أشل، لكي يقوم بإطلاع كبار الجيش
المصري على هذه الحقائق.
وفي نهاية الأمر، قتل في الأحداث خمس عسكريين مصريين وضابطاً. والشئ
المعلوم بيقين هو أن ثلاثة منهم،ضابط وجنديين، قتلوا من المواد المتفجرة
والمخرب الذي فجر نفسه عليهم وهو مرتدي حزاماً ناسفاً خلال الاشتباكات التي
وقعت في سيناء بعد يوماً من الهجوم، هكذا تقول "يديعوت".