خير شاهد على حنين اليهود لأرض سيناء..
بالصور.."اليوم السابع" يتجول فى "مستعمرة
عوفيرا" بسيناء.. وفود إسرائيلية تزور المدينة باكية.. والحكومة ترفض
الاستثمار فيها خوفًا من عودة الصهاينة.. القمامة تنتشر فى الخنادق وحرائق
متكررة تلتهم المنازل
السبت، 8 أكتوبر 2011 - 03:35
اليوم السابع يتجول فى مستعمرة عوفيرا
بسيناء
كتبت آية نبيل وصفاء عاشور
مبان خالية تقاوم الرصاص وخنادق تمتد لمئات الأمتار تحت الأرض لا
يشغلها سوى القمامة ومولدات كهربائية معطلة ما زالت تحمل اسم شركاتها
باللغة العبرية.. هذا ما تبقى من مستعمرة عوفيرا التى بنتها قوات العدو
الإسرائيلى على أرض شرم الشيخ عام 1968 كمقر لقواتها الجوية.
"عوفيرا" أو "مساكن اليهود" كما أطلقت عليها الإدارة المصرية بعدما تسلمتها
عام 1979 خير شاهد على حالات الحنين الجارفة التى تجتذب اليهود لأراضى
سيناء والتى تحولت إلى مساكن للموظفين الحكوميين فى شرم الشيخ.
"اليوم السابع" تجول داخل المستعمرة التى تضم 500 وحدة سكنية، وقد بنيت على
شكل مدرج، حتى يسهل القفز من دور إلى آخر، ومن مبنى إلى آخر، تفاديا
للهجمات، وأسفلها بنى الكثير من الخنادق، التى تحولت إلى ثكنات للعمال
الذين كانوا يعملون فى بناء المنشآت الحكومية فى شرم الشيخ، بعدما عادت إلى
الأيدى المصرية عام 1982.
هكذا أكد لنا محمد أحد سكان بيوت اليهود، والموظف بمجلس المدينة، مضيفا أن
الإهمال فى الرقابة على نظافة المبانى أدى إلى تجمع كميات ضخمة من القمامة
داخل الخنادق، والتى كان يلقيها السكان من خلال الفتحات المصممة من أجل
التهوية، وحدث حريق هائل داخل تلك الخنادق كاد يأكل المدينة بأكملها، بعدها
سدت الخنادق تماما، وتحولت إلى مخازن سيئة التهوية.
يقول محمد "كانت جيدة التهوية لا تشعر فيها ببرد أو ارتفاع حرارة وتتكون من
غرف كل منها تحتوى على مطبخ وحمام خاص، كما يمتد إليها التكييف المركزى
الذى أنشأه الإسرائيليون فوق كل مبنى ويصل إلى جميع الغرف.
ومن أسفل الأرض إلى سطحها حيث كان يجلس ياسر على باب المجمع الاستهلاكى
الذى تشعر داخله وكأنك عدت إلى أحد أسواق القاهرة نظرا لرخص الأسعار مقارنة
بباقى المحال الموجودة فى شرم الشيخ، يستطرد محمد قائلا "كان والدى من
أوائل الناس الذين قاموا بالتأجير فى هذه المنطقة التى لا يتجاوز الإيجار
فيها 200 جنيه، ورغم ذلك تبقى معظم المحال فارغة؛ لأن المنطقة لا يتم
التسويق لها بشكل جيد، كما أنها تختص بالموظفين الحكوميين الذين يعملون فى
المنشآت الحكومية المحيطة".
ياسر الذى يتولى إدارة المجمع منذ 15 عاما، أوضح أن الجنود الإسرائيليين
كانوا يسعون إلى تخريب كل شىء قاموا ببنائه داخل شرم الشيخ قبل تسليمها
للقيادة المصرية، الأمر الذى طال خزانات المياه وأجهزة التكييف فى مبانى
المستعمرة، وأضاف: "لو كانوا عرفوا يهدوا المبانى كانوا تركوها رماد إلا أن
تكوينها الخرسانى منعهم من ذلك".
التقط منه محمد طرف الحديث، وأوضح أن والده كان من أوائل الذين عاشوا فى
هذه المساكن عقب رحيل اليهود منها، وقال: "لما استلمنا المساكن معرفناش
نصلح الأجهزة مما عرض كثير منها للسرقة والتى تكررت مع عملية الحفر التى
قام بها عدد من الموجودين فى المنطقة فى ذلك الوقت والذين استولوا على كافة
المقتنيات التى عثروا عليها خصوصا أنه لا يوجد أى حماية على هذه المنطقة،
كما لا تعد من المناطق الأثرية فى شرم الشيخ رغم أنها شهدت بسالة الجنود
المصريين فى معركة عوفيرا التى حملت اسم المستعمرة".
ورغم عرض المحافظة المبانى للتمليك إلا أن أغلب وحداتها ما زالت فارغة،
بينما تستخدم وحداتها المؤجرة إما كسكن إدارى أو استراحة للعاملين، كما
قامت بعض الأعمال الإنشائية العشوائية فوق المبانى؛ حيث شرع السكان فى بناء
أسقف من الخشب للشرفات، كما يرتكز الباعة الجائلون فى ممرات المبانى.
محمد أوضح أن عددا من المستثمرين تقدموا العام الماضى لشراء المساكن، إلا
أن المسئولين أوقفوا بيعها خوفا من أن تكون وسيلة لعودتها إلى أيدى
الإسرائيليين الذين يتلهفون عليها، مدللا على ذلك بأن السياح الإسرائيليين
كانوا يأتون إلى المبانى ويبكون عقب تسليمها للقيادة المصرية.
بالصور.."اليوم السابع" يتجول فى "مستعمرة
عوفيرا" بسيناء.. وفود إسرائيلية تزور المدينة باكية.. والحكومة ترفض
الاستثمار فيها خوفًا من عودة الصهاينة.. القمامة تنتشر فى الخنادق وحرائق
متكررة تلتهم المنازل
السبت، 8 أكتوبر 2011 - 03:35
اليوم السابع يتجول فى مستعمرة عوفيرا
بسيناء
كتبت آية نبيل وصفاء عاشور
مبان خالية تقاوم الرصاص وخنادق تمتد لمئات الأمتار تحت الأرض لا
يشغلها سوى القمامة ومولدات كهربائية معطلة ما زالت تحمل اسم شركاتها
باللغة العبرية.. هذا ما تبقى من مستعمرة عوفيرا التى بنتها قوات العدو
الإسرائيلى على أرض شرم الشيخ عام 1968 كمقر لقواتها الجوية.
"عوفيرا" أو "مساكن اليهود" كما أطلقت عليها الإدارة المصرية بعدما تسلمتها
عام 1979 خير شاهد على حالات الحنين الجارفة التى تجتذب اليهود لأراضى
سيناء والتى تحولت إلى مساكن للموظفين الحكوميين فى شرم الشيخ.
"اليوم السابع" تجول داخل المستعمرة التى تضم 500 وحدة سكنية، وقد بنيت على
شكل مدرج، حتى يسهل القفز من دور إلى آخر، ومن مبنى إلى آخر، تفاديا
للهجمات، وأسفلها بنى الكثير من الخنادق، التى تحولت إلى ثكنات للعمال
الذين كانوا يعملون فى بناء المنشآت الحكومية فى شرم الشيخ، بعدما عادت إلى
الأيدى المصرية عام 1982.
هكذا أكد لنا محمد أحد سكان بيوت اليهود، والموظف بمجلس المدينة، مضيفا أن
الإهمال فى الرقابة على نظافة المبانى أدى إلى تجمع كميات ضخمة من القمامة
داخل الخنادق، والتى كان يلقيها السكان من خلال الفتحات المصممة من أجل
التهوية، وحدث حريق هائل داخل تلك الخنادق كاد يأكل المدينة بأكملها، بعدها
سدت الخنادق تماما، وتحولت إلى مخازن سيئة التهوية.
يقول محمد "كانت جيدة التهوية لا تشعر فيها ببرد أو ارتفاع حرارة وتتكون من
غرف كل منها تحتوى على مطبخ وحمام خاص، كما يمتد إليها التكييف المركزى
الذى أنشأه الإسرائيليون فوق كل مبنى ويصل إلى جميع الغرف.
ومن أسفل الأرض إلى سطحها حيث كان يجلس ياسر على باب المجمع الاستهلاكى
الذى تشعر داخله وكأنك عدت إلى أحد أسواق القاهرة نظرا لرخص الأسعار مقارنة
بباقى المحال الموجودة فى شرم الشيخ، يستطرد محمد قائلا "كان والدى من
أوائل الناس الذين قاموا بالتأجير فى هذه المنطقة التى لا يتجاوز الإيجار
فيها 200 جنيه، ورغم ذلك تبقى معظم المحال فارغة؛ لأن المنطقة لا يتم
التسويق لها بشكل جيد، كما أنها تختص بالموظفين الحكوميين الذين يعملون فى
المنشآت الحكومية المحيطة".
ياسر الذى يتولى إدارة المجمع منذ 15 عاما، أوضح أن الجنود الإسرائيليين
كانوا يسعون إلى تخريب كل شىء قاموا ببنائه داخل شرم الشيخ قبل تسليمها
للقيادة المصرية، الأمر الذى طال خزانات المياه وأجهزة التكييف فى مبانى
المستعمرة، وأضاف: "لو كانوا عرفوا يهدوا المبانى كانوا تركوها رماد إلا أن
تكوينها الخرسانى منعهم من ذلك".
التقط منه محمد طرف الحديث، وأوضح أن والده كان من أوائل الذين عاشوا فى
هذه المساكن عقب رحيل اليهود منها، وقال: "لما استلمنا المساكن معرفناش
نصلح الأجهزة مما عرض كثير منها للسرقة والتى تكررت مع عملية الحفر التى
قام بها عدد من الموجودين فى المنطقة فى ذلك الوقت والذين استولوا على كافة
المقتنيات التى عثروا عليها خصوصا أنه لا يوجد أى حماية على هذه المنطقة،
كما لا تعد من المناطق الأثرية فى شرم الشيخ رغم أنها شهدت بسالة الجنود
المصريين فى معركة عوفيرا التى حملت اسم المستعمرة".
ورغم عرض المحافظة المبانى للتمليك إلا أن أغلب وحداتها ما زالت فارغة،
بينما تستخدم وحداتها المؤجرة إما كسكن إدارى أو استراحة للعاملين، كما
قامت بعض الأعمال الإنشائية العشوائية فوق المبانى؛ حيث شرع السكان فى بناء
أسقف من الخشب للشرفات، كما يرتكز الباعة الجائلون فى ممرات المبانى.
محمد أوضح أن عددا من المستثمرين تقدموا العام الماضى لشراء المساكن، إلا
أن المسئولين أوقفوا بيعها خوفا من أن تكون وسيلة لعودتها إلى أيدى
الإسرائيليين الذين يتلهفون عليها، مدللا على ذلك بأن السياح الإسرائيليين
كانوا يأتون إلى المبانى ويبكون عقب تسليمها للقيادة المصرية.