2- الاستـــعارة
** تعريفها : هي تشبيه حُذف أحد طرفيه ( المشبه أو المشبه به ) و هي نوعان : مكنية – تصريحية
و من تعريفاتها أيضا : هي استعمال لفظة في غير معناها الأصلي لعلاقة المشابهة بين المعنيين الأصلي و المجازي .
مثال لذلك : " اعتصموا بحبل الله " نلاحظ أن ( الحبل ) هو أداة ربط الأشياء ، و لكن المقصود به هنا هو " الدين " إذن : فقد شبه الدين الذي يوحد القلوب بالحبل .. و هذا يُسمى "استعارة "
** أنواع الاستعارة :
1- الاستعارة المكنية : و هي ما حُذف منها المشبه به ، و رُمِز له بشيء من لوازمه .
** مثل قول الحجاج بن يوسف الثقفي في إحدى خطبه :
إني لأرى أرؤسا قد أينعت و حان قطافها و إني لصاحبها
لاحظ أن الحجاج شبه الأرؤس بالثمار ، و حذف المشبه به و هو الثمار ، و جاء بشيء من لوازمه و هو لفظ (أينعت) ، والأصل في الكلام : إني لأرى أرؤسا مثل الثمرات قد أينعت …
** و قول الله – تعالى - على لسان زكريا - عليه السلام –
{ رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا }
شبه الرأس بالوقود الذي تشتعل فيه النيران ، وتصوير للشيب بالنيران ، و جاء بشيء من لوازم هذه الاستعارة و هو لفظ " اشتعل " و سر جمال الاستعارة هنا التجسيم ، أما قيمتها الفنية فإنها تؤكد على شيخوخته .
** و مثله :
1- قوله تعالى : " و أنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا "
2- صريع تقاضاه الليالي حشاشة يجود بها و الموت حُمْرٌ أظافره
3- إذا استل منا سيّد غرَّب سيــفه تفزّعت الأفلاك و التفت الدهر
4- يا بلادي ، و أنت قوة نفســـي طبت نفسا على الزمان و عينا
5- ستفوزين رغم أنف اللــــيالي عجّل الدهر بالمنى أو تأنــــــى
6- عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه كم رفعنا من الحضارة ركنا
1- الاستعارة التصريحية : و هي التي يُحذف فيها المشبه ، و يُصرَّح بالمشبه به .
** مثل قول المولى – عز وجل :
{ كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور }
في هذه الآية استعارتان تصريحيتان ؛ الأولى في ( الظلمات ) : حيث شبه [ الجهل و الكفر ] بـ [ الظلمات ] فّحَذف المشبه [ الجهل ] و ذكر المشبه به ....... و الثانية في ( النور ) حيث شبه [ الإيمان و الهدى ] بـ [النور ]
** و مثله : يسعى الشعب المصري نحو النهار لتشرق شمسه من جديد .
الاستعارة التصريحية الأولى في ( النهار ) : المشبه : الحرية ، و المشبه به : النهار
الاستعارة التصريحية الثانية في ( شمسه ) : المشبه : النهضة ، و المشبه به : الشمس
** سر جمال الاستعارة : التشخيص – التجسيم – التوضيح
*** تدريبات : استخرج الاستعارة ، و بيّن نوعها ، و سر جمالها ، و قيمتها الفنية :
1- أتته الخلافة منقادة تجرر أذيالها .
2- قال تعالى : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى و العذاب بالمغفرة . }
..........................
3- ما ترى نعمة السماء على الأرض و شكر الرياض للأمطار .
4- لا تلبس الرياء و تجْرِ وراء الطيش ، و لاتعبث بمودة الإخوان ، و لا تصاحب الشر ، و اتبع النور ، و اجتنب الظلام ، و إذا عثرت فقُم ، و إذا حارك الدهر فتجمَّل غير عابس و لا متضجر .
5- إذا ما الجرح رَمَّ على فساد تبيّن فيه إهمال الطبيب
6- ربنا أفرِغ علينا صبرا و توفنا مع المسلمين .
** تعريفها : هي لفظ أُطلق و أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي و هي ثلاثة أنواع :
1- كناية عن صفة : و هي التي يُذكر فيها الموصوف و فُهِمت صفته . مثل قول الشاعر :
طويل النجاد ، رفيع العماد ساد عشيرته أمردا
في البيت ثلاث كنايات : 1- " طويل النجاد " : كناية عن طول القامة ؛ حيث أن طول حمائل السيف يتناسب مع طول القامة . 2- " رفيع العماد " : كناية عن الكرم ؛ حيث أن المعروف في ذلك الوقت أن أعلى خيمة في القبيلة هي خيمة الكرماء . 3- الشطر الثاني من البيت كناية عن علو منزلته و سيادته و شرفه ؛ حيث أنه قاد عشيرته قبل أن تنبت لحيته .
** و مثل قوله تعالى : { و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ، و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }
نجد في الآية عبارتين ؛ كل عبارة تدل على معنى مختلف عن الأخرى،فالأولى ( و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) تدل على البخل . إذًا هي كناية عن البخل و التقتير .. و الثانية كناية عن الإسراف و التبذير .
** و مثله قولنا " محمد بابه مفتوح دائما " : كناية عن الكرم .
** و قولنا : " محمد يُشار إليه بالبنان " : كناية عن الشهرة .
2- كناية عن موصوف : و هي التي يكون فيها اللفظ أو العبارة تحمل معنى الصفة لشخص أو حيوان أو جماد .. مثل : يا ابنة اليم ؛ ما أبوك بخيل ما له مولعا بمنع و حبس
( ابنة اليم ) : كناية عن السفينة ( أبوك ) : كناية عن البحر
** و مثله قول الشاعر : أما و الذي أبكى و أضحك و الذي أمات و أحيا و الذي أمره الأمر
البيت كله كناية عن الله تعالى .
** و مثله أيضا قولنا " الذهب الأسود عماد الصناعة " كناية عن البترول .
** و مثله أيضا قولنا " نحن نعتني بالضاد " كناية عن اللغة العربية
** و مثله أيضا قولنا " نسور الجو أبطال العبور " كناية عن الطيارين المصريين
2- كناية عن نسبة : و هو ما كان عن طريق الإشارة مثل :
المجد بين ثوبيك ، و الكرم ملء برديك
حيث نسب المجد للثوبين ، و الكرم للبردين ، و هو ما له اتصال بالممدوح .
*** سر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل .
** تدريب على الكناية : استخرج الكناية ، ووضحها :
1- قوم ترى أرماحهم يوم الوغى مشغوفة بمواطن الكتمان
........................
2- اليُمن يتبع ظله ، و المجد يمشي في ركابه .
3- قرنت العبد عبد نمير مع القينين إذ غُلبا و خابا
.3- دخلت البصرة فإذا ثياب الأحرار على أجساد العبيد
4- الذهب الأبيض ثروة الفلاح .
5- لغة الضاد أجمل اللغات
6- الخيل معقود بنواصيها الخير .
7- " و حملناه على ذات ألواح و دسر "
8- عض المهمل بنانه .
9- هذا الرجل يرضى بالقليل .
.10- المصري رأسه عالية .
4- المجاز المرسل
** تعر يفه : هو كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي ،
** و المجاز له علاقات كثيرة منها :
1- السببية : و هي التي يطلق فيها الأداة أو السبب و يريد الناتج منها
مثل قول الله تعالى : { يد الله فوق أيديهم } فالمجاز هنا في كلمة ( يد ) و المقصود بها هنا (القوة ) حيث أنه أطلق السبب و هو ( اليد ) و أراد المسبَّب عنه و هو ( القوة ) ، و مثلها قول الشاعر : له أياد عليّ سابغة أُعد منها و لا أعددها
لاحظ أن كلمة ( أياد ) في هذا البيت بمعنى ( النعم )
2- المسببية : و هي التي يُطلق فيها النتيجة و يريد السبب مثل قوله تعالى : { و ينزل من السماء رزقا } ، والمجاز هنا في كلمة ( رزقا ) و التي يُقصد بها المطر الذي يُعتبر سببا في وجود الرزق
3- الجزئية : و هي التي يُذكر فيها الجزء و يراد الكل مثل قول الشاعر :
كم بعثنا الجيش جرارا و أرسلنا العــــــــــيونا
حيث ذُكر لفظ ( العيون ) و أريد ( الجواسيس ) ، فالعيون جزء من الجواسيس .
و مثلها : ألقى الخطيب كلمة كان لها أكبر الأثر في نفوسنا .
ذكر لفظ ( الكلمة ) و أريد ( الخطبة ) التي تعتبر الكلمة جزء منها .
4- الكلية : و هي التي يُذكر فيها الكل و يراد الجزء و من أبرز أمثلة ذلك قوله تعالى :
{ جعلوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم }
ذُكر لفظ ( أصابعهم ) و أريد ( أطراف أصابعهم ) التي تعتبر جزءا من هذه الأصابع
5- الحالية : و هي التي يُذكر فيها الحال و يراد المحل مثل قوله تعالى :{ إن الأبرار لفي نعيم }
ذُكر ( النعيم ) و أريد محل هذا النعيم و هو ( الجنة )
6- المحلية : و هي التي يُذكر فيها المحل ، و يريد الحال مثل ( اسأل القرية ) حيث ذكر ( القرية ) و
أراد ( أهلها ) .
7- اعتبار ما كان : مثل ( شربت بنا – لبست قطنا ) فالمقصود بـ ( البن ) القهوة ، و المقصود بـ
(القطن ) الثياب
8- اعتبار ما سيكون : مثل ( غرست شجرا ) فالذي يُغرس هو ( البذرة ) و ليس الشجرة .
** سر جمال المجاز :
الميل للاختصار في الكلام – فيه إعمال لذهن القارئ و المستمع
** تدريبـــات : عيِّن المجاز ، ووضح علاقته فيما يأتي :
1- " ألم نشرح لك صدرك " .
2- حكمت المحكمة .
3- خرجت المدرسة في رحلة .
4- نزلت بقوم كرام .
5- المؤمنون في رحمة الله خالدون . .................................................. .................
6- أمطرت السماء رزقا . .................................................. .................
7- يد الله فوق أيديهم . .................................................. .................
8- للمدرسين علينا أياد لا ننكرها
9- أطلق القائد عيونه في كل مكان .
10- عينان لا تمسهما النار .... 11- ضرب الله مثلا كلمة طيبة .
12- رأسي فداء لمصر .
13- غرست الوردة في الحديقة . .
14- إني أراني أعصر خمرا .
15- " و آتوا اليتامى أموالهم " .
16- إنك ميت ، و إنهم ميتون .