لقد كان الكلام عند الإنسان العربي سلوكاً فقد اشتهر بالفصاحة والبلاغة ، بينما عرف الروم بالحكمة والفلسفة ، أما الفرس فقد عرفوا بالفن ، أما الصين فبالعمل .
إن الكلام ترجمان يعبر عن كل شخصية ولسان حاله ينطق باسم ذاته العميقة .
* دور الكلمة فى حياة الإنسان :
فهي تعبر عن شخصية الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معاذ، أنت سالم ما سكت ، فإذا تكلمت فعليك أو لك " أجل إن الكلام من عمله أن يشهد لك أو يشهد ضدك ، إن الكلمة من قائلها ، بمعناها في نفسه لا بمعناها فى نفسها ، والإنسان حين ينطق بها ، فإنها تحكم عليه ، أكثر مما يحكم هو عليها ، وهى حين تكون محكومة معقولة ،فإنها تأتي لتوضح حقا.ً أو تبطل باطلاً أو تنشر حكمة أو تذكر نعمة وأما حين تكون هوجاء متسرعة طائشة ، فإنها قد تكشف جهلاً أو تسبب ضرراً ، أو تذيع سراً أو تتلف نفساً .
* الشروط الأساسية فى السياسي الناجح :
بلاغة اللسان - قوة البيان - سحر الكلمة .
فالسمات الرئيسية للسياسي العربي الناجح :
(1) أن يملك لسانه ، بحيث يعرف كيف يأتى بالكلام فى موضعه وأثر ذلك أن يقدم ما يقتضي تقديمه فإذا أخر ما يجب تقديمه ضعف وعجز .
* شروط الكلام للسياسي والمعلم والموجه :
(1) أن يكون القول لداع يدعو إليه جلبا لنفع أو دفعاً لضرر
(2) أن يأتى المتكلم بقوله فى موضعه ويتوخى (يقصد) به إصابة فرصته
(3) أن يقتصر منه على قدر حاجته
(4) أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به .
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم " يعجبني جمالك " أي لسانك لأن جمال الرجل فى رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وثيق الصلة بفصاحة لسانه ، ورجاحة عقله .
- معنى قول الإمام على كرم الله وجهه لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه أي أن العاقل ينطق بعد تفكير ، والأحمق ينطق بدون تفكير فيخطئ ومعنى قوله قلب الأحمق فى فيه أي فى لسانه بدون تفكير ولسان العاقل فى قلبه أي بتفكير ووعى .
* أنواع الصمت :
(1) صمت يدل على فكر وهو مطلوب لأنه يكسب صاحبه هيبة وصمت يدل على (عي) (عجز عن الإيضاح ) وهو معيب لدلالته على عدم القدرة على الكلام. ويحكى أن رجلا سأل أحد حكماء العرب متى أتكلم ؟؟ فقال "إذااشتهيت الصمت "حتى يكون كلامه فيه فكر ودقة ويصيب كبد الحقيقة . وعاد الرجل يسأله متى أصمت ؟ ، فقال "إذا اشتهيت الكلام "حتى يكون صمته ضرورياً ومعنى قول الإمام علي ـ رضي الله عنة ـ (بكثرة الصمت تكون الهيبة) حتى لا تؤخذ عليه الأخطاء ويكون لغزاً غامضاً