الجمعة، 11 فبراير 2011 - 15:50
خالد صلاح رئيس تحرير اليوم الساب قال الناس فى بلادنا من قبل (يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون)، هكذا
كانت الثروة والسلطة معا حلما تشتاق له الأنفس، وأهواء تعبدها القلوب،
وحين خسف الله الأرض بقارون وثروته إلى الأبد خفقت قلوب الناس رعبا وفزعا
من المصير المخزى والعار التاريخى الكبير..
الآن الناس فى بلادنا لم يتمنوا أبداً مثل ما أوتى قارون، كانت أموال قارون
الجديد عنوانا للطغيان ورمزا للاستبداد، الناس اليوم فى بلادنا كرهوا
قارون وثروته وسلطته ونفوذه، وكرهوا كل من منحه هذا الجاه ليستكبر على
الناس..
الناس فى بلادنا فرحوا ولم يفزعوا كما فزع الأولون حين خسف الله الأرض
بقارون وثروته وسلطانه لأنهم كانوا شركاء فى هذا الخسف الأعظم، وفى هذا
الإشراق الأهم لنهاية الاستبداد واستقرار الحرية..
قارون الجديد كان يظن أن الأرض ملك يديه وأن الناس طوع أمره وأن القوانين
رهن إشارة من إصبعه وأن خطته لا يقهرها سلطان أو تهزها ريح، الآن هبت الريح
التى لم يحسب حسبانها أبداً، بل هبت الريح التى لم يتوقعها عقل ولم تخطر
على قلب بشر.
قارون راهن على أن صبر الناس لا ينفد، وأن الصبر عقيدتهم منذ خلق الله
الأرض ومن عليها، لكن الريح جاءت من أرض لا تعرف الصبر لتواصل الإعصار حتى
نهايته، كان جيل قد صبر على هذه اللحظة طويلاً حتى جاء جيل آخر أطاح بهذا
الصبر الساذج، وقلة الحيلة المريضة، هذا الجيل رفع راية البشرى ليقول لنا
إن الثورة ليست عملاً مستحيلاً، لماذا كنا نظنها نحن كذلك، أو لماذا صنعنا
نحن المستحيلات داخل قلوبنا.
لم أفرح لشىء فى ثورة 25 يناير وما بعدها أكثر من نهاية هذا الغرور الأحمق
وهذه الاستطالة المقيتة على الناس، ولم أفرح لشىء فى ثورة 25 يناير وما
بعدها أكثر من أن أرى بعينى تحقيق الآية القرآنية الكريمة (ويمكرون ويمكر
الله والله خير الماكرين).